لم اعثر في التاريخ السياسي المعاصر على رئيس دولة معارض يحرض أنصاره على الثورة ضد النظام...!!!

حاول أن يفعلها ترامب...لإفساد نتائج الانتخابات.. وهو الان يصارع أمام المحاكم وانفض عنه فريق دفاعه.. وتخلت عنه فوكس نيوز... وتخلى عنه جزء كبير من حزبه.. كل محاولات الرؤساء الرامية إلى تغيير النظام مرت عبر الدستور (ديقول 1958.بورقيبة 1976 .بن علي..1988 بوتفليقة.. 2018 محمد السادس..2013)... لم يتسلح اي منهم بالشارع ولم يبحث عن العصيان رغم أن لديهم الامكانية للتعبئة والقيام بذلك.

مهما كانت مآخذنا ونقمتنا على الاحزاب الحاكمة فإن التغيير عبر الخروج عن القانون سيكون بمثابة صلاة الجنازة ورصاصة الرحمة على هذه التجربة الديموقراطية المنهكة والصامدة في ان واحد بإعلامها الحر و احتجاجات الشعب التي لا تتوقف.وصلابة المجتمع المدني...وقوة ووطنية الاتحاد العام التونسي للشغل رغم هناته.. والتي لم تجد من الدولة ما كان بن علي يقوم به تجاه اي تحرك ولو سلمي..

ما يفعله الرئيس قولا وانصاره على الميدان هو فتوى لمن سيأتي بعده للإطاحة به...لأنه كما قال ابو البقاء الرندي في رثاء الأندلس :

"لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش انسان..
هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته ازمان.. "…

ثم ومن باب الجدل إن رئيس الدولة لا يملك اي قاعدة شعبية قادرة على تحريك الشارع.. وقلب المعطيات.. فال3 ملايين ناخب ممن انتخبوه، 80٪ هم أنصار خصومه... واجزم ان اغلبهم يقضم اصبعه الان.. أما ال 19 ٪ الذي صوتوا له في الدور الأول فإني أجزم ان اغلبهم اكلهم الندم حيث لا ينفع الندم...

انزل من الكوكب الاخر...وانظر إلى الواقع.. لأنه لن يحصل شيء مما تفكر فيه وتسعى اليه الا اذا "نهق البهيم في البحر"...نحن نحلل الواقع لا وفق ما نريد ولكن وفق ما يمكن أن يكون في ظل المعطيات الموضوعية…

انا مثلك اتمنى لو اغمض عيني و افتحها فلا أجد لا عبير ولا راشد ولا قلب تونس...(في الحكم طبعا لأني لست استئصاليا) ولا كل هذه الجوقة الفاشلة.. لكن علينا أن نحترم الدولة واليات عملها لأننا في دولة ديموقراطية.. حقيقية بشهادة كل المنظمات الدولية ذات المصداقية - وان افسدها المال جزئيا فهذا قاسم مشترك مع الديموقراطيات الغربية…

إذا انقلبْتَ ونجحت فاعلم انك ستفتح على تونس علبة pandore..* علبة الشر التي لم تعرفها تونس قط... واذا فتحتها فاعلم انك ستجد من سينقلب عليك.. عندها لا أحد يدري كيف سيكون شكل الانقلاب...؟ ولا أحد سيكون قادرا على التحكم في هذا المارد التي تريده ان يخرج من قمقمه...بعد أن دمرت بسببه دولا كالعراق وسوريا وليبيا...هذه الدول التي سجلت براءة اختراع الانقلابات باسمها...وشرب زعمائها من نفس الكأس الذي اذاقوا منها ضحاياهم…

* علبة باندور.pandore. أسطورة يونانية عن علبة بها كل الشرور فتحتها امرأة اسمها باندور رغم أن الاله زوسzeus طلب منها الا تفتحها حتى لا ينتشر الشر لكنها خالفت أمره (تنجموا تقيسوا على حكاية التفاحة..)..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات