خدمة رعواني…

إذا التنسيق الامني لمباراة كرة قدم يتطلب الإعداد له اسبوعين.. قبل المباراة.. فكيف يتم إدراج ل29 مركز تلقيح في النسيج الأمني في 15 ساعة!!ونهار العيد...!! باعتبار ان طلب التأمين صدر قبل الموعد بأقل من يوم…

اعتقد ان وزير الصحة غير مهني... ورئيس الحكومة كان أولى به أن يعلم وزير الصحة بأن الاعداد لتأمين 29 مركز أمن في نصف يوم مستحيل...(هل اعمله ااو تركه ليخطئ!!) لأنه ليس لدينا في تونس جيش من الأمنيين جاهز في كل لحظة لمثل هذه المهام..والا يبرر بعدم العلم.. .

خدمة رعواني..

إذا كان كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة صادقين في خدمة البلاد والعباد.. عليهما وضع كل المجهود الوطني لمكافحة كوفيد 19 تحت سلطة وزير الصحة...الجديد... فيما تتخذ القرارات المساندة في نطاق مجالس وزارية مضيقة.. أو مجلس الامن القومي عند الحاجة..

قلتها لرئيس حكومة سابق..." الإدارة تأبى الهياكل الموازية" وتكليف جهة أو جهات اخرى بملف الصحة بالتوازي يخلق حالة من الارتخاء المؤسساتي فتتخلى الإدارة عن التزامها وانخراطها بوعي أو لا وعي (démobilisation et désengagement..)... وتعلق سماعة الفشل على الشركاء غير المتعاونين..

في كل ميدان يلزم chef de file.. ويسمونه الانقليز owner.. يعني حد "يملك الملف".. هل من المعقول ان "تستحوذ" رئاسة الجمهورية على التلاقيح لغايات انتخابية...!!؟ متوهمة انه بوسع الصحة العسكرية الحلول محل وزارة الصحة...وهو محال…

هل من المعقول ان يقع تهميش وزارة الصحة بداية من حكومة الفخفاخ إلى اليوم لحساب لجنة...مشتركة بتعلة التنسيق!! يقول أخصائيو العلوم الادارية "التنسيق يقتل التنسيق la coordination tue la coordination".. ويقولون أيضا "اذا أردت أن تهمش موضوعا اصنع له لجنة" ... يجب أن تتكفل َوزارة الصحة بملف كوفيد بأكمله..

وعلى كل من مؤسسة رئاسة الجمهورية و رئاسة الحكومة ان تدركا.. ان الدولة تعمل كجهاز واحد...يراعى فيه توزيع السلط وفق الدستور.. ووفق القوانين السارية.. ولا طائل من وراء هذا التسابق الغبي لكسب ود الشعب عبر اضاعة الوقت.. و الانشطة الاستعراضية العبثية...فلا عبرة الا بالعمل المشترك... و الجلوس حتى مع الشيطان من أجل إنقاذ البلاد والعباد…

فشل مبادرة فتح التلقيح يومي العيد... كشفت عن حماقة هذا التنافس الأعمى بين المؤسستين...وبرهنت على عدم الجدارة بالقيادة…

في انتظار اللطخة التالية... عيدكم مبارك…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات