لا تجعلوا البلاد رهينة خلافاتكم الحزبية…

اتفاقية التوطين أو المقر accord de siège مع صندوق قطر للتنمية لا تختلف عما هو متداول في العالم بخصوص هذا الصنف من الاتفاقيات…

كل اتفاقيات المقر سواء لمنظمة دولية أو لمكاتب تابعة لدول تعامل معاملة البعثات الدبلوماسية و القنصلية (مثال مقر GIZ الألمانية ومقر AFD الفرنسية ومقر TEKA التركية ومقر USAID الامريكية.. الخ) . لذلك فهي تتضمن.ما يلي:

1/ الاعفاء من الضرائب للمكتب وموظفيه.

2/ الحصانة القضائية وحل النزاعات بالطرق الودية في حدود النشاط… (يعني اللي يتشد منهم حارق الضو يخلص).

3/ حرية اعادة تصدير العملة التي جلبها الصندوق لأجل المشاريع لأسباب عديدة مثل إلغاء المشروع.

4/الحماية الأمنية للمقر وهذا بند نموذج standard… مثل البعثات الدبلوماسية…

لم كل هذه الامتيازآت؟ لأن هذه المكاتب تعتبر امتدادا للدولة الأجنبية وتخضع لإشراف سفاراتها بدولة الاعتماد…

الأشكال الجدي الوحيد هل تخضع الاتفاقية لموافقة الرئيس ام مجلس النواب حسب الفصل 65 الدستور ؟

طالما تضمنت اعفاءات جبائية فهو التزام مالي ويخضع لنظر مجلس النواب.. ولو لم تتضمن ذلك البند لكانت من صلاحية رئيس الجمهورية..

الأشكال الثاني هل يحق لصندوق تنمية ان يمضي مع دولة؟

هذا ضروري في اتفاقية المقر لأن الالتزامات التي تضمنها الاتفاقية لا تضمنها سوى الدولة.. لكن غير ضروري ان تكون الدولة طرف اذا تعلق الامر باتفاقيات برامج تنفيذية فيما بعد والتي توقع حسب الطرف المستفيد من البرنامج وزارة ام مؤسسة أو منشأة عمومية أو جمعية.. حسب الحال… (آخر رائد رسمي فيه اتفاقيات من هذا النوع بين sonede وصندوق اجنبي ).

و هذا مثلا نموذج لاتفاقيات المقر تعتمده بلجيكيا مع المكاتب التي لديها وينص على نفس الالتزامات.. والشيخ قوقل لديه مئات الاتفاقيات للمقارنة معها…

لا تجعلوا البلاد رهينة خلافاتكم الحزبية…ولو ربطنا التعاون الثنائي بعلاقة كل حزب بالدولة الشقيقة والصديقة ستكون قائمة البلدان المحظورة طويلة جدا.. لو قرأتم اتفاقيات التعاون مع AFD أو USAID وهي لا تفاوض فيها " خوذ ولا خلي" فما عساكم قائلون؟

أمريكا مثلا كل عام تصدر قائمة في الدول اللي تصوت معاها في المنظمات الدولية حتى تضبط حجم المساعدات.. لذلك تجد الأردن ومصر في المقدمة… وتونس حسب علمي كي تشمها قارصة.. تتغيب… عن جلسة التصويت..

كلمة ختامية..

هذه الدول التي تفتح مكاتب تعاون أو صناديق بلادنا ليس لسواد عيوننا ولها مصلحة في ذلك…وكل الدول المعروفة في التعاون الدولي غرضها التأثير في سياسات الآخرين… واللبيب من يحسن إدارة سياسته الخارجية… بواقعية…حسب درجة الاكراهات..

الم يتوقف قيس سعيد عن الحديث عن إسرائيل و التطبيع خيانة!!! لأنه فهم ان "الكلوف يلزمو راس مال"..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات