حيرة مواطن في سياق متذبذب…

Photo

نتائج الانتخابات انعشت التفاؤل العام بالتغيير في تونس ...لكن مستتبعات الانتخابات واعني صعوبات بناء حكومة مستقرة وفعالة يصيب بالاحباط ...واشك ان لن نغنم شيئا كبيرا ...بل سنرواح ...وقد نرتد بل سنرتد …

من اسباب تفاؤلي القصير الامد ان توقعت حدوث مصالحة تاريخية بين تيارات فكرية وسياسية كانت في حالة خصام ازلي ...دون اسباب واقعية ...مصالحة متدرجة عبر العمل في حكومة واحدة ...يتدرب فيها جميع الاطراف على ادارة دولة خاصة وأنهم منعوا جميعا زمن الدكتاتورية من التدرب على الحكم. فهم جميعا فقراء الى الخبرة وليس لهم اكثر من الكراسات النظرية الجميلة الخالية من كل عيب …

الخبرة تكتسب بالمران والخطا والصواب ...لحين التحول الى احزاب حكم ..بقطع النظر عن الاحجام التي يعطيها الصندوق ...لكني لا ارى هذا يحصل بل يحصل العكس ...واشعر ان هناك هروب من مواجهة الواقع المعقد بالبقاء في النظري الجميل…

الانتخابات عزلت مكونات المنظومة وحشرتها في موقع معارضة بلا بديل لكن عدم تكوين حكومة سيعيد لها النفس وينعش املها في العودة ...بلا بديل سوى اعادة انتاج نظامها الفاسد ....وقد رأيت ...ان التحالف ضد هذه المكونات في حكومة سيعزل المنظومة اكثر فأكثر ولكن وللأسف خاب ظني …

ألا يعني البقاء في المعارضة مع حزب الفاشية تقاسم مهام معها ولو دون تنسيق او تحالف؟ الا يعني التحالف ضدها مزيدا من عزلها الى حد تذويبها ؟ الا يعتبر هذا هدفا جيدا في ذاته؟ هناك اسئلة تحتاج الى اجابات عقلانية في وقت قريب. هل كانت فترة الباجي شر كلها ؟؟؟ فكيف انتهت بنا الى انتخابات ؟؟؟ اليس الخلاص منها بالانتخاب مكسب للديمقراطية ؟ يمكن البناء عليه .

سؤال اخر يبدو لي مهما جدا لماذا لم يضمحل حزب النهضة مثلما اضمحل النداء وتلاشي؟ وهذا يؤدي الى سؤال اخر ماذا لو بقي حزب النهضة يتقدم في كل انتخابات ويكون جزء اساسيا بل ربما الجزء الاساسي الدائم الى متى يتعفف السياسيون عن التعامل معه ؟

ابحث عن اجابة واقعية لسؤال اخير …

ما هي الكلفة السياسية والتنموية لاعادة انتخابات في ظرف وجيز ؟ اليس في ذلك تحميل الشعب (الناخب) ما لا يطيق ؟؟؟

لا املك معلومات عما يجري في الكواليس التفاوضية لكن الظاهر حتى الان يؤذن بخيبة ...والخيبة الاكبر ان نجد انفسنا في وضع الاختيار بين حكومة (نص لباس) مع قلب تونس او اعادة الانتخابات …

المشكل عندكم وليس عند النهضة ايها الافذاذ

النهضة معطى واقعي دائم ومستقر ويكبر لكنكم ترونه بعيني جيل كيبل .... وتستبشرون في امانيكم بنهايته ....وهو ماكث ابدا ...ويتطور ...حتى انه سيسحب الارض من تحتكم ....فلا تجدون موقع قدم .. موقفكم يتجلى موقفا ذوقيا لا فكريا ...والذوق يورث ولا يبنى ...وانتم تقرؤون متقززين.

نحن ايضا نقرا الوقائع والأفكار ونحلل بمراجعنا وقد قرانا البرنامج)التعاقد المطروح للنقاش ) ووجدنا فيه اختلافا عن وثيقة قرطاج 2 بل هو ينسفها ..بل وجدناه مختلفا عن برنامج 360 نقطة القديم)الرعواني في 2011)...ونقرا حزبا يطور افكاره ...ونعتقد ان يمكنه المزيد فيما انتم في تقززقكم القديم ...حائرون في سيركم ...في شروط الديمقراطية ...اذ تقبلون الياتها وترفضون نتائجها …

كنت اقبل موقفا واضحا برفض مبدئي للتعامل مع حزب اسلام سياسي ...يتحمل كلفة قطيعة سياسية تشق البلد بالطول .ولا تتورع عن الحرب الاهلية ...ولكن انصاف المواقف تكشف فقدان خريطة فعل سياسي مبدئي ...فلا انتم رافضون من حيث المبدا ولا انتم مفاوضون على تقارب فعال ...انتم تعيشون في حلم قديم ان تفيقوا صباحا فلا تجدون حزب النهضة ...ولكنكم تجدونه اقرب اليكم من القهوة ...فتغصون به …

انتم لا تنتبهون ولا اعتقد انكم فاعلون الى ان ذوقكم ليس ذوق عامة الشعب ...الذي يذهب الى صناديق الاقتراع ....واعتقد ان هذا الشعب العام يحتاج حكومة تسرع نسق حياته صعدا ...وتحقق انتظاراته دون ان يخوض معكم في نقاش سمعه ولم يشارك فيه ...وفي دعاوى فساد رفعتموها في الاعلام ولم تحملوها الى المحاكم وعليه ...فان انتظار الحكومة لن يطول ....وستكون بدونكم.

يحسن بحزب النهضة في هذه الحال ان يذهب الى الشعب العام ويعرض برنامجه في اجتماعات عامة ويستمع الى تقييم الناس و نصائحهم فيتعهد لهم بأكثر من الشرعية الانتخابية ويقيم عليكم الدليل انكم تقفون عن هواكم لا هوى الشعب العام ...ثم يمر الى الفعل ...بمن حضر …

فإذا بدا في تنفيذ برنامجه من موقع المسؤولية ...سيكون عليكم حينها معارضته بأكثر من التقزز من منظر قياداته ... انى ارى ورطتكم ...اذ تعطلون حكومة تعمل ...لشعب محتاج الى الفعل ...وينتظر النتائج على الارض لا في التلفزة …

المشكل عندكم لا عند حزب النهضة ...وهو اعمق من الفرق بين عطر المسك وعطر ايف سان لوران …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات