جيلي ...الستيني سيخرج من الخريطة لأنه صار جيلا عقبة لا جيلا قائدا…

Photo

الفلاح السياسي مرتبط سببيا بالقدرة على مراجعة المنطلقات بحسب تغييرات المحيط ...لذلك ارى ان الافكار السياسية الكبرى تحتاج الى مراجعات كبرى جذرية ...(للمراجعات رجالها وعقولها).

اجد ان ميلاد افكار تحررية وهووية في زمن مقاومة الاستعمار كان حتمية تاريخية وقد اتخذت الافكار ثلاث شعب تتكامل لو اتيح لها نمو سليم ووضع فكري وثقافي ديمقراطي وماكن هذا ممكنا ابدا في البدايات التي تتخلص من الاستعمار المباشر بصعوبة .

وقد وجدت وانا احاول جاهدا تنظيف عقلي بممحاة قوية ان التيار الاسلامي مثل التيار القومي مثل اليسار هي تيارت تحرر وطني اتجذت جميعها اتجاها واحدا وان كانت في طرقات متوازية (تحرير الهوية الاسلامية )(تحرير الهوية العربية) (للشعوب الاخرى تيارها القومي ) و(تحرير الانسان الفقير/ اليسار) ..

في هذه المرحلة تغيرت طبيعة معركة التحرر (مازلنا نعاني)..لكن الفرق عن سنوات الخمسين والستين بات واضحا نحن رغم ضعفنا شركاء (نبيع ونشتري مع العالم). لكن مع هذا التغيير في المحيط وفي الامكانيات الداخلية هل مازلنا نحتاج فكر التحرير الاول ام نغير نحو فكر المشاركة والاندماج في العالم كشركاء (رغم الامكانيات)؟

المشهد امامي لا يراجع بجدية لان كلفة المراجعة ستنسف اسسا كثيرة ومسلمات مريحة ...وتستدعي بناء فكر جديد وهو امر مرهق ومتعب .

من الذي بدا المراجعات …؟ في تونس الاسلاميون يسبقون …بخطى متثاقلة وخائفة وغير واثقة لكن من سار في الطريقين الموازيين لم يبدا بعد المراجعات القاسية والمؤلمة …واعتبر هروب القوميين من المشاركة في حكومة مع الاسلاميين ليس هروبا من حكومة قصير عمرها مهما عمرت بل هروب من المراجعة الفكرية وهم على خطى اليسار الذي يشهد اندثاره بنفسه …(اليسار سابق في الوجود سابق في الجمود سابق في الموت ايضا) .

يطرح سؤال نفسه الى اين قد تحمل المراجعات الاسلاميين؟

ستحملهم الى وجود اخر غير ذي صلة بنشأتهم الاولى … حتى لن يكونوا اسلاميين وسيحلون في اجسام اخرى …امامهم ان يكونوا يسارا جديدا اجتماعيا وعروبيين ايضا وليبراليين لو ارادوا
ما يجري الان في تونس هو احتمال توحد الطرقات الثلاث الاولى …

والسابق للمراجعة يمكنه استيعاب كل الطرقات في طريق واحدة … طبعا هذا امر موكول لزمن طويل وليس لحكومة او شخصيات مفردة (زعامات) اعتبر كمواطن عربي ان اعيش نهايات وانتظر بداية من موقع جديد …معالمه سيحدد بعضها نموذج قيس سعيد المنقطع عن التحزب بشكله الكلاسيكي …ولكنه فرد سيشير ولا يبني …

جيلي …الستيني سيخرج من الخريطة لأنه صار جيلا عقبة لا جيلا قائدا . سيصير الشعب يوما ما يريد …وسيحل في جسم جديد بفكر جديد …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات