يبدو أنّ إيران بدأت تتدارك خطأها الشّنيع الذي لا يليق بدولة تسير على بُعد خطوات قليلة في اتّجاه القنبلة النّوويّة. حملاتٌ واسعة لضرب أوكار الجواسيس والعملاء الأجانب والمحلّيّين ومحلّات صناعة الأسلحة المستخدمة في قتل قادة الصّفّ الأوّل وعلماء المشروع النّوويّ الرّادع للكيان الصّهيونيّ وضيوف الوطن من قادة المقاومة الفلسطينيّة... فضلا عن الشّاحنات المحمّلة بالطّائرات المسيّرة التي تتنقّل بسلاسة في طرقات البلد وشوارعه…
ما نزال مشدوهين ممّا حصل من اختراقات لا يُستطاع تصوّرها وقبولها وصلت إلى أعلى هرم السّلطة. ما نزال مشدوهين من غياب تأمين داخليّ استطاعت حركة حماس على قلّة إمكانيّاتها توفيره كأحسن ما يكون.
منذ وقت قريب اغتيل علماؤها في وضح النّهار وفي طُرقها العامرة، وأصابتها طائرات مسيّرة ثبت انطلاقها من ترابها... ولكنّها ظلّت تتجاهل هذا الجانب المهمّ الذي قد لا تغفل عنه القبائل الرّحّل التي تعيش على بدائيّتها ؟
ما علاقة ما تقدّم ببعض ممارساتها العقائديّة المنحرفة من قبيل "زواج المتعة" الذي انخرط فيه بعض مسؤولي الدّولة فسرّبوا أسرارها لجاسوسات فراش نومهم الحرام ؟ ما صلته بالانشغال بنشر التّشيّع في كثير من البلدان العربيّة والإسلاميّة؟ لماذا فرّطت بكلّ تلك السّهولة في أذرعها التي كانت تناوش بها الكيان الصّهيونيّ بعيدا عن الدّيار؟
كيف تركت حزب الله اللّبنانيّ الذي أدخل السّرور في قلوبنا في أكثر من مواجهة مع العدوّ الصّهيونيّ ( قبل أن تتلطّخ أيدي عسكريّيه وعسكريّيها بدماء المسلمين السّنّة في سوريا التي اغتيل على أرضها بتواطؤ من نظامها المخادع كثير من ضبّاطها المتقدّمين قبل أن تُدرك متأخّرة حقيقة مستضيفها الذي هرعت لإنقاذه) مع الكيان اللّقيط الذي ضخّمه عربُ السّلام (هو في الحقيقة استسلام) عقودا مديدة وهو النّمر الورقيّ)؟
كيف تظلّ تشاهده يحتضر سريعا دون أن تحرّك ساكنا؟
كيف لدولة ذات أجهزة أمنيّة وعسكريّة أن تمرّ عبرها إلى هذا الحزب الحليف المنتهي كفقّاعة ماءٍ أجهزةُ " بايجر" مفخّخة أتت إلى جانب الخيانات البشريّة على جميع صفوف هذا الحزب المفتَقَد اليوم كالبدر في اللّيلة الظّلماء؟
لا أريد بهذه الأسئلة أن أنغّص فرحتي وفرحة مريدي الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة معتنقي "العروبة" المنكوبين في سفّاح سوريا الهارب بعد أن سلّم من حضر من بلاد فارس إلى بلده لحمايته وحماية نظامه إلى فم التّنّين الصّهيونيّ (حقيقة لا تستسيغها أفهام من تركوا العقل إلى العاطفة الجيّاشة والأيديولوجيا المتكلّسة)..
لا أريد أن أنغّص فرحتنا بما تفعله صواريخ إيران (لا يقولنّ لي أحد من المشار إليهم: لا تشاركْنا فرحتنا فإيران إيراننا لوحدنا هههه) في مدن الكيان ومؤسّساته الحيويّة من أفاعيل تثلج الصّدر وتخفّف من أثر عربدته التي لم يقطعها غير أبطال "طوفان الأقصى" الذي قال مهندسُه إنّه سيخلط الأوراق، وها هو يخلطها فعلا من أجل مستقبل جديد لشرق أوسط غير الذي كان.
هذا إن لم أكن أحلم !