شرف تركيع الكيان في المفاوضات

قرار السّنوار ورفاقه جعلَ التّفاوض بِيد الجناح العسكري لا السّياسيّ، إن صحّ، قرار مفصليّ غير مسبوق ومحمود في نظري. واعتباري إيّاه كذلك ليس استنقاصا من قيمة القيادة السّياسيّة وشكّا في إحساسها بواقع شعبها في غزّة، فتاريخ أقلّهم نضالا بحجم الجبال. بل هو استراتيجيّ مُجيد لقراءة المرحلة وطبيعتها في الدّاخل والخارج، فضلا عن كونه غزير الفوائد كما أعتقد:

- للسّاسة والسّياسة دوما حساباتهم أقلّها،في هذه الظّرفيّة الاستثنائيّة، أنّ هؤلاء القادة مقيمون في بلدان معنيّة بالتّفاوض وتربطها بالكيان الصّهيونيّ ومربّيته أمريكا مصالح معيّنة قد تفرض تنازلات ما عادت القضيّة تحتملها وقد اشتدّ الأمل في حلّ نهائيّ ودائم بعد ما حقّقته ملحمة 7 أكتوبر الحبيبة (لا أرغب في استخدام مصطلحات من قبيل "الخالدة" و"المجيدة" وما شابههما لأنّها مسجّلة باسم فئة فكريّة وسياسيّة ليس لها غير تطريز الكلام رغم امتلاكها دُولا وجيوشا طوال ما يزيد عن السّبعين سنة من عمر القضيّة الفلسطينيّة !).

- الجناح العسكريّ هو الذي خطّط ونفّذ الملحمة البطوليّة دون إشعار القيادة السّياسيّة بأدنى التّفاصيل، وإنّ له في ذلك حتما قراءة قبليّة وبعديّة استدعت هذا المواقف الأوّل من نوعه.

- الجناح العسكريّ أدرى بالوضع الميدانيّ وأشدّ صلابة وجأشا، وربّما دراية بحجم العدوّ ووضعه الدّاخليّ الذي لم يعشه طوال معاركه السّابقة مع حماس وأخواتها.

- لا بدّ ، في تقديري، أن ينال هؤلاء شرف تركيع الكيان في المفاوضات كما ركّعوه على أرض المعركة. وإنّي لأرى الضّيف و السّنوار وأبا عبيدة ومن معهم قادرين على ذلك.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات