لقد قالها نزار قبّاني رحمه الله منذ عقود بما يملك من شجاعة وحكمة وتبصّر وإبداع…
لستَ في حاجة إلى قراءة بيانِ خارجيّة "قلب العروبة النّابض" (لا بارك الله لمن ابتدع هذه التّسمية) المُضحكِ المُبكي الذي لم يُهمل حديث الغانيةِ عن الشّرَف والذي حبّرتْه استباقا لوصول قافلة الصّمود البرّيّة المتضامنة إلى أراضيها، ولستَ في حاجة إلى إعلامِها السّلطاتِ اللّيبيّةَ المسبقِ أيضا بعدم السّماح للقافلة بعبور حدودها في محاولةٍ خسيسةٍ لرمي الكرةِ في شِباك جارتها الغربيّة التي احتفى مواطنوها كما يجب الاحتفاء بالعابرين ترابَها مِن أبطال المسيرة الشّعبيّة الآملةِ إدراكَ غايتها... لستَ في حاجة، في الحالتيْن، إلى إدراك ما تلعبه هذه الدّولة الموبوءة منذ زمان من دوْر قذِر في الصّراع الفلسطينيّ الصّهيونيّ إذ تتولّى حراسةَ مُلّاكها ومُلّاك سيادتها الصّهاينة بطُرق شتّى يعرفها الأعمى والبصير…
تحيّاتي العامّة إلى المشاركين في هذه القافلة المحاوِلة كسرَ الحصار المضروب على إخوة غزّة المقتَّلين المجوَّعين المشرَّدين أدركتْ هدفها أو لم تُدركْ... وتحيّاتي "الخاصّة" إلى كلّ من احتفى بوصول السّيسي إلى سِدّة حكم بلده بواسطة انقلابٍ دمويّ كاملِ شروطِ الرّداءة والبشاعة وهدرِ الدّماء وشيِّ اللّحوم الآدميّة (أرجو أن لا يكون منهم بعض المشاركين في القافلة خوفا عليهم من تمزّقٍ للمشاعر ممكنٍ!).
أيّها الحارسُ "الأمين"، يكفي هذه القافلةَ شرفًا أنّها أنزلتْ ما بقيَ من ورقٍ قليلٍ خصِفتَه لدرءِ عورتِك وعورةِ جيشِ كُفتتِك وبَرسيمِك، وكذا عورةِ من هلّلوا وكبّروا وشغّلوا مزاميرَ سيّاراتهم ليلةَ صعّدك الصّهاينةُ ومَن والاهُم من حكّام عرَبِ الإبلِ التي سارت طويلا فوق أنهار نفْط العار الذي قال فيه الشّاعر المذكور:
"في عصر زيتِ الكازِ يطلبُ شاعرٌ ثوبًا وترفلُ في الحريرِ ..حابُ".