كم أنت عظيم يا شعب فلسطين الصّامدة المرابطة !

كثيرا ما تُغنيك الصّورة عن كلّ تعليق مهما أوتيتَ من براعة في الكتابة... اعترضتني على الفضاء الافتراضيّ صورة تعكس بمرارة واقع إخوة فلسطين في مناطق 48 المغتصَبة. فتاتان تجلسان سويّا ودون مسافة فاصلة على كرسيّ انتظار الحافلة الجماعيّ.

إحداهما مسلمة ترتدي حجابا وتضع يدها على خدّها غارقةً في تفكير عميق لا يُخطئ الألم والحزن والقهر واضعة عند رجليها كيسا بلاستيكيّا يحتوي بضاعة تعود بها إلى بيتها... وأخرى صهيونيّة تحمل زيّا عسكريّا وتحضن بندقيّة واضعة حاوية أدباشها عند حذائها العسكريّ في انتظار رحلة إلى القتل والتّقتيل.

الأولى صاحبة الأرض حسْبُها أن تضمن العودة سالمةً إلى منزلها دون أن تُزهق روحها أو تُضايَق أو تتعرّض لما يمتهن كرامتها... والثّانية متطفّلة قادمة من بعض جهات العالم أو مولودة لأبٍ وأمّ جاءا لتعمير "أرض الميعاد" بعد أن أخليا بيتا فلسطينيّا بقوّة السّلاح وهجّرا أهله إلى خيام القماش البالي أو صفيح التّنك في الملاجئ البعيدة.

كم أنت عظيم يا شعب فلسطين الصّامدة المرابطة !

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات