ماذا عسايَ أفعل، وكلُّها لا تحتمل التّأخيرَ والصّمتَ المسبِّبَ لانفجارٍ في القلبِ مدمِّرٍ؟

وَجَعي.. يمتدّ كبقعةِ زيتٍ
من بيروتَ.. إلى الصّينِ
وَجعي قافلةٌ.. أرْسَلَها
خُلفاءُ الشّامِ.. إلى الصّينِ
في القرنِ السّابعِ للميلادِ
وضاعتْ في فَم تِنٌينِ.

عذرًا نزار قبّاني.. لأنّني أخرجتُ أبياتك هذه من سياق قصيدتها المشهورة "جسمُك خارطتي" وذهبتُ بها إلى التّعبيرِ عن وَجعي أنا العربيُّ المسلمُ الذي وعى فتألّم، وفهِم فلفّ الحزنُ كيانَه، وأدرك فطوَّق النّكَدُ وُجدانَه…

كلّما هممتُ بالكتابة أُُفرِغُ شُحنةَ حُزنٍ وألمٍ ووجعٍ وإحساسٍ عميقٍ بالقهرِ فشلتُ وخاب أملي. تزدحمُ عند لوحةِ مفاتيحِ هاتفي مسائلُ موضوعيّةٌ بعيدةُ المدى زمانًا ومكانًا أحلاها مُرٌّ. تُحاول كلُّ واحدة منها أن تتقدّم أخواتِها فأخشى إن طاوعتُها أن أظلمَ البقيّة أنا الذي يمقتُ الظّلم مقتًا.

إنّ لهذه المسائل بين جدران القلب لَنفسَ الإحساسِ والمكانةِ والمنزلةِ مع تفاوتٍ بسيط لا وزنَ له.

ماذا عسايَ أفعل، وكلُُّها لا تحتمل التّأخيرَ والصّمتَ المسبِّبَ لانفجارٍ في القلبِ مدمِّرٍ؟ أأكتبُ فأنحازُ، وفي الانحياز جريمةٌ، أم ألوذُ بصمتٍ يُراكم تقطيع نِياطِ المُضغة التي يجب أن يسكنها في أقلّ الحالاتِ أضعَفُ الإيمانِ الذي أُلاقي به خالقي كائنًا بشريّا مسؤولا ؟!

• شعوبٌ تصطفُّ طويلا بِصبر مقذوفٍ في القلوبِ لا تعرفه سائرَ أيّامِها من أجل الحصول على دجاجةٍ مُحمَّرة قد تكون فارقتِ الحياة قبل أن تأكلَ النّارُ كلََّها أو بعضَها وعلبةِ مرطّباتٍ يعلم اللّه وباعتُها وحدَهم موادَّ صُنعها وتاريخَ صلوحيّتها تعودُ وقد ملأها غبارُ الطّريق إلى بيوتٍ ريفيّة بدويّة، نعم ريفيّة بدويّة، أدركتْها أصابعُ أخطبوطِ العولمةِ اللّعينة تتلوّن وجوهُ كثيرٍ من المُحتفين بها يسألون النّاسَ إلحافًا مفتتَحَ السّنة الدّراسيّة لتوفير أدوات أبنائهم الثّقيلة وزنًا وسِعرًا الخفيفةِ مضمونًا ومحتوًى.

• شعوبٌ تُبيدُها آلةُ الحربِ الصّهيونيّةُ المدعومةُ من الغربِ المنافقِ فتُحيلُ أجساد مَدنيّيها أشلاءً تحت رُكام منازلهم المدكوكة بأطنانِ الأسلحة المحرَّمة في نصوص ما يُسمّى عبثًا وذَرًّا للرّمادِ في عيون السّذَّج ب"الأمم المتّحدة" ومواثيقها الدّوليّة التي يعبث بها "الكبار" في واضحة النّهار بكلّ وقاحة وصلَف وعنجهيّة…

• غزّاويّون عُزّلٌ إلّا من قلوبٍ صلبةٍ صلْدةٍ لا تلين يحضنون مقاومةً جمّلت شيئا من قُبح المشهد بأفانين تقتيلها للنّمِرِ الورقيّ الصّهيونيّ الذي رسمتْه في ضمائرنا طويلا أنظمةٌ عربيّةٌ رِعْديدةٌ تدّعي الممانعةَ لم تقْوَ على غيرِ شعوبِها تسومُها سوءَ العذاب بما سمّاه خبراء السّلطانِ "خيرَ أجناد الأرض" وتغتال ثوراتِها بدعمٍ من الممسكين بلِجام سلطتها الغاشمة وراء البحارِ، غزّاويّون يأوون إلى خيامٍ من قماش مهترئٍ في ذُروةِ المطرِ الغزير والبرْدِ الشّديد وفي ظلّ تجاهُلٍ مريبٍ يأتيه القريبُ والبعيدُ والعدوّ والأخُ والصّديقُ على حدِّ السّواءِ…

• سوريّون تعرّضوا بأيدي ضبّاطٍ وشِبّيحةٍ لا يعرفون للتّوحّش والقذارة نهايةً إلى ما لم يتعرّضْ إليه شعبٌ في العصر الحديث سارعَ الجاذبون إلى الوراء في الدّاخل والخارج إلى محاولة وَأْدِ ثورتهم الجديدة وإفساد فرحةِ انتصارهم على جلّاديهم الفارّين بخزينة الدّولة بعد أن تركوها قاعًا صَفصفًا وجوّعوا مواطنيهم عقودًا من الزّمن من الوالد الجزّار إلى الأبناء الذّاهبين بعيدًا في سلْخ البشَر وتقطيعهم وإذابة أجسادهم وفي البذَخ الذي لا يصدّقه العقل رغم واقعيّته (1330 سيّارة من أجود الأنواع العالميّة مصفّحة وغير مصفّحة وُجدت في مِرآبِ بشّار الأسد بخلاف السّيّارات الرّئاسيّة تُعطيك بيُسر فكرةً حول طبيعة هذه الأسرة الحاكمة وواقع هذا البلد المنكوب الذي هلّلَ ويهلّلُ مرضى القلوب والنّفوس لحكّامه ويتمنّوْن عودتَهم من جديد ويستكثرون على من بقيَ حيًّا من شعبه فرحتَهم بالخلاص والتّحرّر!)… (قد تكون جاهزة للحرب مع "إسرائيل" لاسترجاع الجولان !)…

• سودانيّاتٌ يتعرّضْن إلى امتهان جنسيّ فظيع على أيدي عصائبِ تاجرِ الإبل حاملِ نياشينِ الجيشِ ومليشياته المدعومةِ من أبناءِ زايد اللّقطاءِ في إمارات التّطبيع الوقِح المفضوحِ فضلا عمّا يلاقيه الرّجالُ والأطفالُ من سحْلٍ وتعذيبٍ وتقتيلٍ…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات