مناضلون عرفتهم، مناضلون في زنازين الانقلاب: الأستاذ عصام الشابي (1)

عرفته منذ خريف 1995 ساعة كنت أحضر منتدى الموقف بمقر الحزب الاشتراكيّ التقدمي، مازال أيامها المشهد السياسي المعارض في حالة ضمور تام، كان المنتدى يضم رفاق المناضل الأستاذ أحمد نجيب الشابي، أذكر منهم السادة عصام الشابي ،عبد اللطيف الهرماسي، عبد الرؤوف العيادي، المولدي الفاهم ،رشيد خشانة ،والمرحوم منجي اللوز (مع حفظ المقامات والصفات)، وليعذرني من نسيتهم...، وكثيرا ما كان يحضر البروفيسور الفيلسوف أبو يعرب المرزوقي. لم يكن الأستاذ عصام الشابي يستلفت انتباهي لتميزه بالصمت والهدوء اللافتين، كنت أميَل إلى الدكتور عبد اللطيف الهرماسي الذي أجده أقرب إلى مزاجي وبداوتي.

تقلدُ الأستاذ عصام الشابي الأمانة العامة للحزب الجمهوري وريث الحزب الديمقراطي التقدمي (وريث الحزب الاشتراكي التقدمي) أفصح لعموم التونسيين بشكل واضح عن شخصيته وطاقاته النضالية وفصاحته الخطابية وفيض وطنيته وصوفية التزامه بالحق الفلسطيني.

جمعتنا كم مرة ندوات كنا من ضيوفها أو مشاركات تلفزية على الهواء. ما يميز الأستاذ عصام إلى جانب خصاله النضالية ووطنيته العالية وانحيازه اللامشروط للعدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان هو حسن القرن بين معاركها فضلا عن دماثة الخلق والأدب الجم الذي كثيرا ما يغيب عند مناضلين كثيرين يصح فيهم مثل "تسمع بالمعيدي خير من أن تراه".

تواضع الأستاذ عصام الشابي جم بلا حد، حتى أنه من المناضلين القلائل الذي يتفاعل على صفحات الفيسبوك خارج صفحته الخاصة، أذكر ذات مرة تفاعله قائلا يشرفني أن أكون رفيقك في أية مهمة تنتصر للديمقراطية.

ساعة بادرت مبادرة مواطنون ضد الانقلاب بقيادة المقاومة ضد الانقلاب ساعة ارتبكت الأحزاب، لم يعادي مناضليها ولم يزايد عليهم ولم يتجاهلهم، حتى أنه كان سباقا في زيارة إضراب الجوع الذي أطروه وشاركوا فيه ببعض مناضليهم. ساعة زارنا بمقر حراك تونس الإرادة كان صادقا متدفق العبارات والمشاعر دون دبلوماسية الساسة قائلا أنا معكم وقريبا نكون كتفا بكتف...

ولم يكن غريبا اعتقاله مباشرة عقب مشاركته المتميزة في الندوة الصحفية لجبهة الخلاص الوطني (سليلة مواطنون). كان حضوره ومشاركته إضافة نوعية في موازين تصليب جبهة مقاومة الانقلاب ذات الشارع الديمقراطي العريض، وأعتبر أن السبب الحقيقي لاعتقاله هو خطوته النوعية هذه في سبيل رص صفوف الجبهة الأعرض والأقوى والأعلى صوتا والأكثر انتشارا أفقيا. كان اعتقاله ووصمه بالخيانة الوطنية التعبير الأعلى على خساسة الانقلاب الغادر خائن العهود والمواثيق.

إن طُلب مني الحديث عن الأستاذ عصام الشابي فلن أقول غير مناضل ديمقراطي اجتماعي سيادي وعنوان سياسي يشرّف اليسار التونسي .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات