سقط القناع عن الأدعياء…

لم تزعم الديموقراطية يوما أنها رقية ربانية لا يأتيها الباطل. فقط عرفت نفسها كونها أسلوب أفقي لتدبير العمومي اهتدت له الشعوب المستباحة منذ ألاف السنين على أيدي طغاة لصوص انتحلوا ألقابا إلهية لممارسة الربوبية على بشر مثلهم....

تضحيات وأنبياء وفلاسفة وثوار وطبقات توجت نضالاتها بنزع القداسة عن كل المتألهين في الأرض وفرض الديموقراطية والدساتير والبرلمانات والاعلام والقضاء وتقييد المؤسسات الحاملة للسلاح بالقوانين حتى لا يستفرد طرف منها جميعا بمصائر البشر...

انعتقت شعوب وتخلفت أخرى عن ركب السيادة لكنها لم تكف جميعا عن طلب الحرية... كسر شعب تونس كل تنظيرات "الاستثناء العربي الاسلامي" التي روجت لها معارف متروبولية تحيزا وتواطؤا...

مثلت ملحمة سبعطاش تتويجا ومراكمة لحركات اصلاح ونضالات وطنية ومواطنية مريرة وفرضت وضعا ديموقراطيا يتأسس حجرا حجرا رغما عن أعدائه وأدعيائه… وضعا هشا لكنه يؤسس لواقع ضحت في سبيله شعوب أخرى طيلة قرنين من الزمان حتى استقر خيارا لخوض الصراع والتنافس في ظلال الديموقراطية….

ما بال الحمقى والرويبضات يستعجلون ويتفقهجون علينا طعنا في شرف ديموقراطية وليدة محاصرة!!! ألم يتهم ساركوزي بالأمس القريب بتلقي تمويلات من القذافي في ديموقراطية عمرها مائتي عام مما تعدون!!!

ألم تتهم الديموقراطية في أمريكا بالأمس القريب بتلاعب المخابرات الروسية في نتائجها!!! هل أطل فرنسي أو أمريكي ليهذي بما يتقيؤه فاشيو تونس وشعبويوها!!!

فليخرس بوكاسا المتسلل في وبفضل مخاضات ديموقراطية ليس له فيها جهد ولا تضحيات!!! فليخرس الرويبضة الذي كلما نطق كشف عن وجهه القبيح!!! فليخرس أولاد الانقلابات وخدمهم المرتزقة!!! فليكف السفهاء عن تبذير حصاد لم يزرعوه!!!

أعطاب الديموقراطية تعالج بتجذير الديموقراطية وليس بالتحريض عليها. سقط القناع عن الأدعياء.

العاشق يفدي حبيبته. وحده الديوث يسلمها لمغتصبها.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات