"سحقا سحقا للرجعية دساترة وخوانجية"

شوف يا خمّاس العميقة: "الخوانجية" اللي حاططهم في راسك مجرد خماسة جدد في عالم الوكالة "بالكاد يلصقو في رواحهم" لضمان الوجود السياسي المحرم المجرم. أما العميقة فهي متعودة "دايما تفتح للزباين" منذ عقود طويلة.

صحيح أنكم تاريخ خطايا منذ نشأتكم في حضن حزب شيوعي فرنسي كولونيالي لطالما رفض استقلال تونس ولطالما التزم بمواقف أممية ستالينجية كانت سباقة في الاعتراف بالكيان الأشكنازي الابادي (بعد خمس دقائق) قبل اعتراف أميركا به بستة أشهر كاملة!!!

صحيح أنكم بدأتم في تونسة هواجسكم في ستينات القرن الماضي. وسط ارتباط جماعة الكراس الأصفر صاحب ثرثرة الشعوب العربية والصراع الطبقي في فلسطين المحتلة واعتماد الفرنسية لغة كراساتكم... فانفلقتم بموجب ذلك "طوائف ومذاهب متقاتلة يكفر بعضها بعضا" لكنكم ما غادرتم المشروع البورڨيبي المتأورب... تصادمتم به حد تقديم شهداء لكن نشأة تعبيرتي "قوميين عرب" و"اسلاميين" ردا على اندراج دولة بورڨيبة ضمن تصورات التحديث الكولونيالي المتنكر لشروط الحداثة خارج أسوار المتروبول (حق الأمم في تقرير مصيرها الكياني واستقلالها الثقافي وسيادتها اللغوية) ففقدتم صوابكم وغيرتم أولوياتكم....

فالقوميون في عرفكم "شوفين" والاسلاميون "فاشية دينية وتعبيرة اقطاعية" وبموجب ذلك تغيرت الأولويات ونشأت ثرثرة التناقض الثانوي مع الدساترة والتناقض الرئيس مع الاقطاع والشوفينية.... صحيح القوميون سرعان ما تسلحوا بعدة منهجية أربكتكم وضاعفت اعتدادهم بالنفس حد الغرور وافتكوا اعترافا قابلتوه بثرثرة شفوية "سيف الخشب" دون تجرؤ على رد علمي حد اللحظة. فاستفردتم بالإسلاميين الذين عوضوا تيههم النظري بعمق الحاضنة المسجدية التي أرعبت بورڨيبة وعجلت بترحيله على أيدي جنراله فوجدتموها فرصة سانحة للتكفل بمقارعتهم بالوكالة مقابل تمكينكم من لجان تفكير التجمع والاستفراد بالنقابات والجامعات ومقرات السلتيا المدعومة طيلة ربع قرن بموجب فتوى "الأنتريزم" الذي طال حتى وزارة الداخلية!!!!

أقدم بعضكم في مطالع الألفية الجديدة على مراجعات تكتيكية تحت شعار التقاطع على أرضية الحريات السياسية التي أثمرت ثمنطاش أكتوبر 2005 لكنهم سرعان ما نكصوا عنها تحت سياط ترهيبكم لهم فعادوا بعيد ملحمة سبعطاش إلى حظيرة الجملة الثورية والسلوك الانتهازي!!!

صحيح تجرأ فصيل آخر منكم على فهم آخر لخارطة الوطنيين في فلسطين وراجعوا موقفهم من شيطنة الظاهرة الاسلامية المقاومة... لكنهم حوصروا في شعاب تونس حد خونجتهم "لا تبيعونهم رغيفا ولا تتزوجون منهم"!!!

ماذا تريدون بالضبط!!!

هاهو "الخوانجي" يجنح إلى الديموقراطية الشكلية.... ماذا نفعل معه.... هل نشجعه على مزيد الخطوات ونكشف له أن الديموقراطية الشكلية لا انعتاق فيها دون تجذير اجتماعي سيادي "يؤمٌن من خوف ويطعم من جوع" أم نكتفي بالتخونج المقلوب: "الديموقراطية ثرثرة بورجوازية" مقابل "الديموقراطية اثم وخطيئة وثنية"!!!

رفعتم (لعقود… ومازلتم…) شعار "سحقا سحقا للرجعية دساترة وخوانجية" لكنه كان مجرد ثورجية كلمنجية يقابلها سلوك انتهازي لخدمة "الدساترة" اللادستوريين!!!

ضيعتم فرصة جر "الخوانجية" من ألسنتهم لبناء الديموقراطية واحراجهم أكثر نحو خيار الاقتصاد الاجتماعي المنصف لحاملهم الاجتماعي الانتخابي المفقر وتذكيرهم كونهم قالوا عن أنفسهم "حركة مستضعفين"!!! طبعا هذا يخيفكم وينزع عنكم احتكار الشعارات ففضلتم هدم الوطن تحت شعار سحق "الخوانجي" تناقضا رئيسيا!!!

هاهو "الخوانجي" يحرجكم بتمسكه بنظام سياسي يصفد الرئاسوية البغيضة ويتظاهر في الشارع تمسكا به مقابل ثرثرة ترفع قميص الاجتماعي السيادي المتواطئ عمليا مع الفاشية "الحداثية" الكاذبة!!! وحدها معركة وشعار دولة ديموقراطية اجتماعية (ترياق السيادة) تجرد "الخوانجي" من كل ملابسه وتحرجه أمام حامله الاجتماعي الانتخابي وتفتكه منه إن راوغ… هل تراكم تفعلون!!!

وحدهم من يملكون قرارهم يفعلون. أما المرتبطون الوظيفيون فيلوذون بخيار الجملة الثورية والسلوك الانتهازي "سحقا حقا للرجعية دساترة وخوانجية" وينامون في أحضان دولة الرعب خدما وضيعين مقابل الفتات وشيطنة الدستور سلاح ضحايها!!!

على فكرة صراعنا مع "الخوانجية" ليس لأنهم اسلاميون بل لكونهم تعبيرة حداثة كولونيالية مثلكم تماما وهذا حديث آخر يطول سنفتحه في مقام آخر أكثر عمقا.

سلام على من يتجرؤون على استخدام عقولهم. " وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ" لعلهم يتدبرون.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات