الثروة عند الشعبويين مرادف للسرقة

فكرة أن الثروة موجودة وأن الفساد هو إلي مخلي أقلية تحتكرها، هي فكرة تستعملها الشعبوية انسياقا مع غرائز الرأي العام. موش معناها مافماش فساد، وموش معناها أنو ماثماش ثروة. لكن لأن الشعبويين عاجزين على تقديم تصورات لخلق الثروة، فإن أسهل طريق يمشيو فيه، هو إلي يلقاووه ممهد قدامهم، وهو طريق الغرائز، وأحد التطبيقات للسلوك هذا هو استثارة كره غالبية الناس للنخب، وهنا نحكي على النخب الإقتصادية.

الأمر ماعندو حتى علاقة بالصراع الطبقي مثلما يحاولوا الشعبويين أنهم يقدموه. لا، الأمر عندو علاقة بمجاراة الناس في ميلهم للكسل، والتواكل، وانتظار نصيبهم من الريع إلي توزعو الدولة. شوفوا إذا قيس سعيد تحدث مرة واحدة منذ وصولو للسلطة على تشجيع الإنتاج أو إعلاء قيمة العمل، ماكمش باش تلقاو حتى إشارة في الإتجاه هذا للأسف. هو ينتظر في أموال الصلح الجزائي باش يعطيه للتنسيقيات متاعو إلي باش تأسس شركات أهلية، شركات توزيع الريع وقتل الإقتصاد، ونهب المال العام وأملاك الدولة، وتشجيع اللقمة الباردة.

وقت تشوف الإشاعات إلي ينشروا فيها الشعبويين في خضم الأزمة الإقتصادية والمالية الخانقة اليوم في تونس، تلقاو مثلا "اكتشاف مناجم ذهب"، "واكتشاف احتياطي ضخم من الغاز"، خاطر كل ما تكون الأزمة ضخمة، تكون الكذبة ضخمة.

في فينزويلا، أحد أكبر البلدان المنتجة للنفط في العالم، شفنا شنوة عملوا الشعبويين بالإقتصاد: أكثر بلاد حاليا تعيش ارتفاع في نسب التضخم. الأمر لا عندو علاقة بأمريكا، ولا بشيوعية. الأمر عندو علاقة مباشرة بفكرة توزيع الريع بطريقة شعبوية، وتشجيع الناس على الكسل، وانتظار أن الدولة تعطيهم مصروفهم.

هذاكة علاش الشعبوية ما تنجم تتقدم حقيقة كان وقت تكون في المعارضة، وفي ديمقراطية مريضة. حطها في الحكم، وخليها تواجه أزمة معقدة، وتشوف العرض.

الأزمة في تونس ما عندها حتى حل بوجود الشعبويين في قيادة الدولة، ليس لأنه لا حل لها، لكن لأن الشعبويين غير قادرين على اتباع منهج عقلاني وهوما يفكروا في الحلول. الأمر بهذه البساطة.

شوفو مقياس وحيد: العلاقة بالأرقام، تفهمو كل شي: ماتنجمش تقدم فكرة اقتصادية وحيدة عليها القيمة، إذا ما تفرقش بين الدينار والمليار. ما تنجمش تعمل اقتصاد بتشجيع الكسل وتغذية الكره الغريزي لكل من يملك ثروة. الثروة عند الشعبويين مرادف للسرقة. بالمنطق، يصبح الكسل واللقمة الباردة مرادفين للشرف…

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات