تجري الرياح بما لا تشتهي الخيام.

تناقلت وسائل إعلام وشبكات التّواصل صورا مؤلمة لمشهد خيام النّازحين السوريين ، تعصف بها الرّياح وتقتلعها من الأرض تحت أمطار غزيرة، بينما يحاول سكّان الخيام الذين ابي الأسد إلّا أن يحولهم إلى نازحين في وطنهم، يحاولون بعيون دامعة وقلوب كسيرة وأبدان أنهكتها علل رماهم بها "آل الأسد"، التّشبّث بخيامهم وكأنْها آخر ما بقى يشدّهم إلى حياة بائسة، بعد أن نكّل بهم الغزاة والمليشيات، الآتية من كلّ صوب، برعاية نظام الملالي في طهران، دعما للطّائفة "المنصورة".

مشهد الرّجال والنّساء وهم متعلّقون بخيامهم، يحاولون بيتها على الأرض وشدّها بالأوتاد، يذكّر بمعاناة شعب بأكمله اقتلعه الأسد من وطنه ليبعث به إلى المقابر وإلى الشّتات عقابا له علي المطالبة بإصلاحات سياسيْة، تنهي دكتاتورية آل الأسد.

يتباهي النظام العلوي في سوريا وشبّيحته بالإنتصار على خصومهم، ولكن لا أحد منهم يسأل عن الأثمان الباهظة، ليس أقلّها صور الخيام التي تصارع الرّياح العاتية والانواء وقد تكدس تحتها الأطفال والنساء، دون طعام ودون تدفئة ودون أدوية لتصنع من وجودهم مأساة العصر، فهل يمكن أن يكون هذا المشهد عنوان انتصار؟ أم خزي وعار؟ من نجا من البراميل المتفجْرة، يقبع تحت خيام الموت البطيء.وهل يستحقّ بقاء دكتاتور في الحكم تخريب وطن وإبادة شعب؟

ليس أقبح من أفعال الطّائفة العلويّة سوي قول بعض القومجيين في بلادنا،من" أنّ ديمقراطيّة الأسد تستحق ان تدرّس في أعرق الجامعات"!!

ستدرّس فعلا... ولكن كشاهد على توحّش الأنظمة القومجيّة الإستبداديّة، التي حكمت البلاد العربيّة بالحديد والنّار، وستدرّس كشاهد على حاجة البشر إلى أنظمة ديمقراطيّة، تحفظ لهم كرامتهم من توحّش الإستبداد.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات