أبو شباب (عميل الحرب).

عثر عليه الإحتلال في جهة ما من غزّة المدمّرة ليلا أو نهارا وهو بين ركام البيوت المهدّمة و أكوام الخراب ،تعبث يداه بما تناثر من أثاث بيوت ،كانت بالأمس بيوتا. لعلّه يعثر على شيء ذي قيمة. أو ربّما ،هو من عثر على الإحتلال فعرض عليه خدماته زمن الحرب ، لعلّه يبلغ ثأره المزعوم من المقاومة التي لبث في سجونها أمدا بتهم تتعلّق باللّصوصيّة. لصّ غزّة مختلف عن كلّ اللّصوص، فهو لا يغيّر طبعه حتى في المحن، يسرق الأموات كما الأحياء ويسطو على شاحنات المساعدات.

ألبسه الإحتلال لباس المقاومين ووضع بين يديه سلاحا وحلق له لحيته ليبدو مختلفا عنهم، وأنظف قليلا من اللّصوص والمجرمين، وزوّده بوسائل التّجسس ليكون كلبهم، يركض أمامهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ،يدفع عنهم أذى المقاومين بجسده ومظهرا لهم الولاء والإخلاص في العمالة.

قبيلة اللّصّ تبرّأت منه والمقاومة لم تر فيه سوي كائن "أكبر من لصّ وأقلّ من قائد ميليشيا"، فأجمعت على هدر دمه ، جزاء خيانته، والإحتلال لم ير فيه خيارا مناسبا لليوم التّالي. وهو بين هذا وذاك عالق في أوهامه، يطمع في ترقية من لصّ بيوت مدمّرة ومساعدات غذائيّة إلى قائد ميليشيا سمّاها"القوى الشّعبيّة" لتحرير غزّة من المقاومة، انتقاما لأعوام سجنه. ولن يكون مستقبله مختلفا عن مصير كلّ خائن وعميل ولن يكون مختلفا عن مصير من يركض لاهثا بين أيديهم.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات