متى تكون الظّروف مواتية؟

يقول مقرّبون من دوائر القرار بجامعة الدّول العربيّة : إنّ الظّروف غير مواتية لتفعيل "إتّفاقيّة الدّفاع العربي المشترك"!! يا للهول... إتّفاقيّة لم تفعّل سابقا إبّان العدوان على العراق بسبب كذبة ثم احتلاله وفي العدوان على ليبيا وفي تصفية الحقّ الفلسطيني وتهويد الأرض والمقدّسات ، ولن تفعّل بعد العدوان علي خمس عواصم عربيّة وإسلاميّة :دمشق، صنعاء بيروت، طهران و الدّوحة، فمتي يكون أوان تفعيلها؟ وماذا ينتظرون من عدم تفعيلها غير البقاء خارج التّاريخ ولا رجوع إليه ، بانتظار الفناء التّدريجي.

انعقدت القمّة العربيّة الإسلاميّة إثر العدوان على الدّوحة، بأفق لا يتجاوز بحث "مشروع بيان يدين العدوان على قطر". بهذا الوضوح المخجل ،حسمت القمّة سقف تطلّعاتها، فلا تجميد لإتّفاقيات التّطبيع ،ولا خطط عمليّة لحماية الشّعب الفلسطيني ووضع حدّ لاستباحة العواصم العربيّة و الإسلاميّة. البيان الختامي للقمّة أعطى الإحتلال نفسا جديدا للتّمادي في عدوانه، وحيّر العالم الذي كان ينتظر من أصحاب المأتم والمهدّدين في وجودهم أن يذهبوا إلى أكثر من الإدانة.

كان من الممكن أن تكون هذه القمّة العربيّة الإسلاميّة، بداية التّعافي من النّكبات المتلاحقة وبداية التّعافي من حالة الإنقسام وقياما فعليّا للحقّ الفلسطيني ،مسنودة بتصويت تاريخي في الجمعيّة العامّة لصالح حلّ الدّولتين ، بانتظار الإعتراف بالدّولة الفلسطينيّة ،ومسنودة بإدانة دوليّة واسعة لعدوان الدّوحة. أما أن تعقد قمّة بهذا الحجم من أجل بيان إدانة و "تحريك المياه الرّاكدة واستجداء السّلام من عدوّ لم يعد يعترف إلّا بالتوسّع وأسقط من حساباته حلّ الدّولتين. أوهام العرب والمسلمين لن تزيد عدوّهم سوى جرأة عليهم. قال كبير متطرّفي الصّهيونيّة الدّينيّة ،مخاطبا جمهوره المتطرّف ،تزامنا مع انعقاد قمّة الزّعماء العرب والمسلمين ،بأنْه سيبني حيّا للشّرطة على شواطئ غزّة بعد احتلالها وإفراغها من أهلها…

إذا كانت الإدانة العالميّة لجر*ائم الإحتلال لم تلجم الإحتلال عن التّمادي، وإذا كان الإحتلال، لا يقيم وزنا للقوانين والمواثيق الدّوليّة التي أوجدته بما أنّ أمريكا هي الرّأعي، فهل سيقيم وزنا لبيان إدانة من قمّة عربية إسلامية؟ يعتبر أراضيها في منظوره التّلمودي أراض مستباحة أصلا؟ وكان أركان الإحتلال قد استبقوا انعقاد القمّة بقولهم " لن تتوقّف"، لأنّهم يعتبرون الإبادة الجماعيّة للشّعب الفلسطيني وتهجيره واستباحة عواصم عربيّة وإسلاميّة من صميم رسالتهم الدّينيّة في الوجود "بناء إسرائيل الكبرى.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات