عبّاس والحلّ الموعود

جدّد "جو بايدن"رئيس الولايات المتّحدة الأمريكيّة في ندوة صحفيّة مع رئيس السّلطة الفلسطينيّة "محمود عبّاس"، جدّد تصوّر بلاده لحلّ الصّراع في الأراضي المحتلّة،إنّه حلّ الدّولتين أو "دولتان لشعبين"...وفي الوقت نفسه يعترف بصعوبة تحقيقه في الوقت الرّاهن.

أطنب"بايدن" في تحديد ملامح الدّولة الفلسطينيّة الموعودة والموهومة ، ان تكون متّصلة جغراقيّا وان تكون قابلة للحياة. وعلي الضّفّة الأخرى يجري العمل حثيثا على الإدماج الكامل لإسرائيل في محيطها العربي و الإسلامي، ويجعل الرّئيس الأمريكي كسابقيه من رؤساء الولايات المتّحدة، مصير الحلّ بيد الكيان الغاصب وهو يعلم علم اليقين أنّ الصّهاينة لا يوافقون على هذا الحل.. فكأنّه يقول للفلسطينيين ولرئيس سلطتها الدّائم "لا حلّ" وعليكم باستجداء الحلّ من المحتل، حتّى في صورة تحقيق الإندماج المنشود.

يستمع محمود عبّاس ببصر زائغ وجسد منهك وفي الحلق مرارة ولا يسأل: وما الحلّ إذا كانت إسرائيل ترفض" الحلّ" ؟ ويعجز عن المطالبة أمام العالم في فرصة نادرة(متابعة العالم للنّدوة الصّحفيّة) بفرض حلّ الدّولتين على حدود الرابع من حزيران وقد قبل بها العرب منذ أمد بعيد ، قبل انخراطهم في موجة التّطبيع الجديدة.إنّه لأمر محزن أن يكون الشّعب الفلسطيني، الشّعب الوحيد في العالم بلا دولة يأمن فيها النّاس على حياتهم من القتل والإبادة والتّشريد والتّنكيل، لا عاصم لدمائهم من بطش الإحتلال ولا عاصم لمعالمهم الحضاريّة من خطر تهويد لا يهدأ منذ النّكبة الأولى. (48).

جدير بالذّكر أنّ محمود عبّاس هو ثاني رئيس للسّلطة الفلسطينيّة بعد الرّاحل ياسر عرفات منذ 2005 وما يزال. وقد عاصر أربعة رؤساء للولايات المتّحدة الأمريكيّة :

*جورج بوش الإبن لفترتين

*باراك أوباما لفترتين

*دونالد ترامب الذي نقل السّفارة الأمريكيّة إلى القدس

*جو بايدن.. وقد تنتهي ولايته ويبقى محمود عبّاس في موقعه.

من أين يأتي الحل.. يا رئيس السّلطة الفلسطينيّة وانت في مكانك، لا تتبدّل ولا تتغيّر؟ ومن أين يأتي الحل وانتم تمنعون عن الشّعب الفلسطيني دماء جديدة تفرض على العالم احترامه وتدخل ديناميكيّة علي مؤسّسات السّلطة. "لا يغيّر اللّه ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم".

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات