هل تخرج إيران مرفوعة الرّأس؟

استهدف الكيان (كما كان متوقّعا) أهدافا حيويّة في إيران، عسكريّة و نوويّة و مطارات ومصانع حربيّة، يفترض أنّها محصّنة ومحميّة، هل يعود ذلك إلى قوّة ودقّة أسلحة العدو
وهي في الغالب أمريكيّة؟ أم إلى ضعف وهشاشة نظم الدّفاع الإيرانيّة؟ لا يمكن أن تتذرّع إيران بأنّ الهجوم مباغت وأنّه فاجأ القيادة الإيرانيّة؟ الهجوم كان منتظرا ومتوقّعا منذ أعوام وليس منذ أشهر فقط. كيف لدولة نفطيّة أنفقت كثيرا على بناء قدراتها العسكريّة من احتياجات شعبها أن تظهر بهذه الهشاشة الدّفاعيّة؟

استهدف الهجوم اغتيال علماء ذرّة ، يتراوح عددهم بين (6و9) ضربة واحدة ،الأمر الذي دفع احد أركان دولة الكيان إلى القول بأنّ علماء الذّرّة في إيران، ماتوا جميعا. إن صحّ الخبر فإنّها خسارة لا يمكن تعويضها ولو على المدى البعيد، لقد تكلّف إعدادهم أكثر من نصف قرن. فكيف تقصّر الدّولة في حمايتهم؟ وبماذا تبرّر اغتيال مثل ذلك العدد ضربة واحدة ؟هل كانوا ينامون مع بعضهم؟ كما طال الإغتيال شخصيات وازنة في القيادات العسكريّة، قائد الحرس الثّوري "حسين سلامة" وقادة آخرين. لاشكّ أنّ الضّربة قد اربكت القيادة الإيرانيّة، وكانت وراء تأخّر الرّدّ، وقد يأتي وقد لا يأتي.

الضّربات أكّدت أنّ البلاد مخترقة من "الموساد" بطول البلاد وعرضها وفي أعلى المؤسّسات. وقد أعادت عمليّات الإغتيال إلى الأذهان ،اغتيالات سابقة، قائد الحرس الثوري "سليماني" في العراق، حدث ذلك في عهدة" ترامب" الأولى ومن بعده قائد حركة حماس "إسماعيل هنيّة" ومن قبلهما، علماء ذرْة، منهم من اغتيل أمام منزله. ولا يبدو أنّ إيران قد استخلصت الدّروس وتلافت نقاصها ولا يبدو أنّها استفادت من علاقتها الحميمة بأصدقائها الرّوس، كما استفادت باكستان من علاقتها بالصّين.

أمريكا تقول بأنّها لم تشارك في الضّربة ولكنّها كانت على علم بها، هذا الكلام، لا يحجب حقيقة أنّها:

1/ مارست أعلى أشكال الخداع، حيث كانت تتظاهر في العلن بمعارضة الهجوم وترتّب له مع الكيان في السّرّ.

2/كانت تفاوض لتوهم العالم بأنّ "ترمبها" رجل سلام، كما يقول هو عن نفسه دون أن يصدّقه أحد.

3/كانت تفاوض خداعا من أجل أنّ تكتمل استعدادات الكيان لتوجيه الضّربة القاصمة.

4/ المموّل الأساسي للكيان بالأسلحة الهجوميّة الفتّاكة المستخدمة في غزّة وفي إيران.

الضّربات الموجعة التي تلقّتها إيران شبيهة بالضّربة التي تلقّاها حزب اللّه في لبنان. فهل فقدت إيران توازنها مثلما حدث لحزب اللّه؟ وحتّى يأتي اليوم الذي " يندم فيه الكيان على مواجهة إيران"؟ (هكذا تقول قيادة طهران)، يحبس العالم أنفاسه بانتظار ما ستأتي به السّاعات القادمة، فإمّا توازن في الرّعب، ينهي خرافة الجيش الذي لا يقهر ويحفظ لإيران وجودها و كرامتها وإمّا شرق أوسط جديد كما تريده أمريكا والكيان.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات