اولاد كوفيدا وسراق الحطب

Photo

حتى 1842 وقبل ان يصبح ماركسيا كان ماركس مجرد صحافي مغمور ينتمي للخط الهيجلي. في الحقيقه حياتنا جميعا رهينه احداث تبدو تافهة ولكنها تشكل منعرجات حاسمة. كان ماركس كاتبا ب Reinische Zeitung، وكان يعتقد،ككل الهيجليين بان الدولة مؤسسة عقلانية ومجردة تعبر عن الكوني ( المصلحة العامة) ولا مكان فيها للخاص والفردي. الي ان أصدر برلمان " رينانيا" قانونا يُجرّمُ "سرقة" الحطب:

كان الفقراء في رينانيا،ولزمن طويل، يعيشون على جمع الحطب وبيعه،غير ان البرجوازية الناشئة في المانيا منتصف القرن 19قد وضعت يدها على الغابات لذلك لابد من حمايتها بقانون،فكان قانون " سرقه" الحطب. يقول انجلز "لطالما حدثني ماركس بان قانون سرقة الحطب هو ما جعلني اتفطن الي ان السياسة تخضع للعلاقات الاقتصادية..من ذلك الانشغال اتيت للاشتراكية".ما الذي يعنيه قانون سرقة الحطب؟

- يعني ان القوانين هي دوما لحماية المالكين وذلك بتقييد حركة الفقراء وتحديد المجال الذي يتحركون فيه. لذلك لا غرابة ان لا ينطبق القانون على اصحاب الملكية الخاصة او يجدون تبريدا مدهشا لاستثنائهم منه.

- ثانيا،يعني ان القانون لا هو مجرد ولا قاعدة عامة ولا هو " لا شخصي". ان القوانين تتعدد بتعدد العلاقات التعاقدية في المحتمع،وهذه العلاقات مبنيه على موازين قوة غير متكافئة وما القانون الا صياغه لتلك الموازين في شكل قواعد الزاميه. حجة " سلطان الارادة" هي حجه تافهة لا تحتاج الي نقاش.

- يلاحظ ان الدولة مجرد خادم عند المالكين الكبار وهي بالتالي غير محايدة ولا مستقلة.

- ثالثا : النائب الذي سنٌ ذلك القانون نزل من مرتبه المشرع الذي يدافع عن المصلحة العامة الي منزله التاجر.

- اذا كان القانون العام هو ما ينظم علاقة الافراد بالدولة فان الاغنياء فوق الدولة وفوق القانون ولا ينتمون ل" الشعب":يُمنَعُ الفقير الذي يجمع قوته من بيع الحمص باسم القانون وتُغلقُ المكاتب والمدارس والكليات واقسام كثيرة في المستشفيات ونجد اعذارا لشركات انتاج. "

لسنا ضد الحجر ولكن ان يكون هناك من جهة " الشعب" ومن جهة اخرى " جماعه الريشة" فهذا يعني فشل بناء الدولة في تونس.دولة اولاد كوفيدا : سُئِلوا العام الفارط : " لماذا قدمتم العائلة التونسية بذلك الشكل؟" فاجابوا " احنا نعيشوا هكاكه". " احنا" تعني الفئة التي تملك الوسائل لتمثيل الشعب التونسي والتي يجب ان يكون الجميع مثلها.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات