اذا مات بوتفليقة..لماذا لا يحكم حذاء بوتفليقة؟

Photo

لم يكن الربيع العربي غير تحوِّل تاريخي عميق داخل المنطقة العربية. تحول ساهمت فيه عدة احداث وظواهر متداخلة لم اجد افضل من فصّل فيها القول وتوقّع الحراك الشعبي من فاطمة المرنيسي في " الخوف من الديمقراطيه": فشل ذريع لنخب ما بعد الاستقلال، إتساع الشُّقة بين سرديات جيل الاستقلال وجيل اخر له مطالب اخرى، بقاء المنطقة العربية كجزيرة متخلفة تحكمها طُغم فاسدة وخارجه عن القانون،سقوط بغداد، ثورة الوسائط الاجتماعية ( كسر احتكار السلط للاخبار).

الجغرافيا العربية متهالكة لذلك كان الوضع مُتهيئا في اية لحظه للغليان ولا ينتظر غير قادح بسيط: شخصا يحرق نفسه او حراكا مُجاورا او رئيسا يحتضر ويريد ان يحكم.

المُشككون في حراك المنطقة المُطالب بالديمقراطية هم دوما ثلاثة اصناف: صنف مستفيد من الوضع القائم وصنف جاء الحراك على غير ما يشتهي ( اطاح بالقوميين ) وصنف يخشى ان تأتي الديمقراطيه بغريمه.

جميع هؤلاء يتحججون بالتدخل الاجنبي و ب" برنار ليفي" : يجهل هؤلاء انه لم يحدث قط تحرك اجتماعي إلا وتدخلت فيه القوى الكبرى بحثا عن موطئ قدم: حدث ذلك في الثوره الامريكيه والثورة الفرنسيه وثورة اكتوبر والثوره الايرانيه..

عوض ان يُحصّن هؤلاء شعوبهم من التدخل الخارجي ويدفعونها للانعتاق من الطغم الداخليه الغاشمة هاهم يُخيفونها ب" ببرنار ليفي" مُستعيدين نفس القصة القديمه التي كان الخلفاء ومن بعدهم السلاطين والبايات يرهبون بها الناس" الفتنة وعبد الله بن سبأ" ومُرددين نفس الحيله الفقهيه التي يستعملها فقهاء السلطان في تحالفهم مع الحكام " سلطة غشوم خير من فتنه تدوم".

على الشعوب ان تدوس على هؤلاء " الثوريين" المزيفين لانهم يُلبِّسون على الناس ويشوهونهم .ودّ هؤلاء ان يقنعوا الجزائريين بان يحكمهم حذاء بوتفليقه اذا مات بوتفليقه، ومن يرفض فهو شريك في مؤامره كونية على حذاء بوتفليقة المقدس.

* في خصوص ظاهرة داعش وعلاقتها بالربيع العربي انظر فاطمة المرنيسي: " ستحدث ثورات. تطالب بالديمقراطية وسوف يقع تخريبها من طرف دول الخليج باستعمال الاسلام السياسي المتشدد بالتعاون مع الدول الغربية. الكتاب قبل الربيع العربي ب 15 سنه

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات