نسخة إيرانية من «كمال اللبواني» السوري في ... «الكنيست» الإسرائيلي

«وحيد بهشتي»: إذا كنتم تريدون التخلص من «حماس» و«حزب الله» و«الجهاد»، دمروا إيران، لأن تدمير غزة وحدها لا يحل المشكلة!

لا زلت وسأبقى أطرح السؤال الأزلي: ألا يمكنك أن تكون معارضاً لنظام بلدك دون أن تكون عميلاً وجاسوساً أو مرتزقاً حقيراً لأوسخ من في الأرض، الولايات المتحدة وإسرائيل!؟

في زحمة أخبار الحرب والدمار والإبادة الجماعية في غزة، ضاع خبر وصول معارض إيراني بارز إلى إسرائيل وإلقائه خطاباً أمام «لجنة الأمن والخارجية في الكنيست»، دعا فيه إلى غزو إسرائيلي – أميركي – دولي لبلاده وللبنان، لأن تدمير غزة لا يكفي إذا كنتم تريدون القضاء على «حزب الله» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي»، كما قال. وأضاف «إن النظام الإيراني عدو مشترك لشعبي إيران وإسرائيل، ولذلك يجب أن تتوحد جهود الشعب الإسرائيلي والشعب الإيراني من أجل القضاء على النظام الإيراني في إطار تحالف دولي يقوم بغزو إيران ولبنان ».

لم يكن القائل سوى «وحيد بهشتي»، الذي لم أسمع به من قبل. ولأن نغمة الاسم لم تكن غريبة عن أذني، فقد ذكرتني بـ« آية الله محمد بهشتي»، اتصلت بالصديقة الدكتورة «لالـِه خليلي» Laleh Khalili، أستاذة الشؤون العربية والخليجية في جامعة «إكستر» البريطانية، ومن كوادر حزب العمال الشيوعي الإيراني و «ربيبة» القائد خالد الذكر «جورج حبش»، يوم كان أبواها في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في لبنان أواخر السبعينات. فقالت لي «هذا الجاسوس المتصهين حفيد آية الله بهشتي من ابنه البكر». وكان «بهشتي» قتل في التفجير الإرهابي الكبير الذي دبرته وكالة المخابرات المركزية و منظمة «مجاهدين خلق» الإرهابية (التي تعمل اليوم مع إسرائيل والسعودية أيضاً)، والذي حصل في مقر الحزب الجمهوري الإسلامي الإيراني في طهران (بتاريخ 28 يونيو 1981) وأدى إلى مقتل اثنين وسبعين مسؤولاً حزبياً وحكومياً، وأصيب فيه «آية الله علي خامنائي» بجروح بالغة (الشلل في يده اليمنى الذي نلاحظه اليوم، هو من آثار التفجير).

لم يذكرني هذا «البهشتي» البوشت إلا بالجاسوس الإسرائيلي السوري «كمال اللبواني»، الذي ذهب إلى المكان نفسه في أيلول / سبتمبر 2014، ودعا إسرائيل إلى «غزو سوريا واحتلال الجنوب السوري وتسليمه للمعارضة السورية، على غرار ما فعلت سابقاً حين احتلت جنوب لبنان وسلمته إلى أنطوان لحد». وبعد ذلك شارك «اللبواني» في تأسيس منظمة «أماليا Amalia» التابعة لوزارة الحرب الإسرائيلية، من أجل جمع الأموال للجماعات المسلحة في الجنوب السوري بالتعاون مع المخابرات الأردنية . و كان لافتاً أن وزارة الحرب الإسرائيلية شكلت مجلس إدارة الجمعية المذكورة برئاسة ضابط الاحتياط في سلاح الجو الإسرائيلي «موتي/ مردخاي كاهانا Mordechai Kahana» و عضوية «يوفال رابين Yuval Rabin»، ابن «إسحاق رابين»، و«اللبواني» نفسه، إضافة إلى ابنة وزير دفاعنا المزمن «مصطفى طلاس»،«ناهد طلاس»، التي تحمل صفة السكرتير الثالث في السفارة السورية في باريس (منذ العام 2003 حتى اليوم) بمرسوم جمهوري صادر عن «بشار الأسد»، رغم أنها رئيسة جمعية «هداسا فرانس Hadasa France»، التي تجمع التبرعات لصالح «مشفى هداسا» الإسرائيلي و «معهد وايزمان» الذي من بين مهامه ( مع فرعه «معهد نيس زيونا») إنتاج الأسلحة والسموم البيولوجية التي تستخدمها الموساد في الاغتيالات!

لم يكن «اللبواني» يقدح من رأسه في زيارته وتصريحاته. فبحسب ما ادعاه لوسائل الإعلام الإسرائيلية يومها، فإن «زيارته كانت بتكليف من رياض الترك شخصياً(زعيم الحزب الذي ينتميه له)، ومن الائتلاف السوري المعارض». وهو ما أكده في إحدى رسائله الخاصة إلى أحد أصدقائه، والتي أملك صورة عنها، بعد أن حاول "الائتلاف" التبرؤ منه على أثر الفضيحة التي أثارتها تصريحاته وتعاونه الخياني السافر مع جيش الاحتلال وأجهزة مخابراته.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات