وداعا حليمة

Photo

Photo

لم نلتق إلا مرات قليلة لكنّها كانت كافية لأرى قلبها الجميل وفيض طيبتها وقوّة مواقفها وثبات مبادئها.. كانت كافية لأحبّها..

لم أعرفها من قبل أنا القادمة من حساسية فكرية مختلفة ولكن كان لا بدّ أن أذهب إليها وتذهب إليّ.. ليزول ركام الأحكام وتذوب في نار الثورة كل المسافات التي تشرّدنا.

جمعتنا الثورة فوجدتها أما وطفلة واكتشفت كم هي بغيضة أراجيف الآلة الدعائية المعادية للإنسان، وكم رائع أن نلتقي لنرسم أفقا لهذا الإنسان..

وداعا حليمة … أبكاني رحيلك وأوجعني… غمرتك الرحمة والمغفرة ووهب أهلك وأحبتك الصبر والسلوان.

Photo

ليلى الحاج عمر



حليمة نموذج للمرأة التونسية المناضلة

Photo

حليمة المعالج أخت وصديقة عرفتها في مطلع الثمانينيات. فشقيقها رضا زميل دراسة… كنّا بعيدين عن الأهل وعرفنا في منزل عم عبد الله وخالتي زهرة رحمهما الله ومع الأبناء حمّادي وعلي (رحمهما الله) ورضا ومحمّد وحليمة ولطيفة صغيرة العائلة بأريانة الجديدة الترحاب والإكرام والعناية والمحبّة الغامرة.

في تلك الفترة من سنة 83 وقد مرت على محاكمات 81 سنتان، كانت حليمة، على صغر سنها، قوّة نشاط جبّارة ونزعة مقاومة عجيبة. وكنتَ تجد عندها أخبار المساجين والاعتقالات المتواترة، وأطوار ملاحقات الناشطين والمحكومين غيابيّا، ولم تتردّد في إيواء البعض منهم حتّى يبلغ مأمنه (أذكر قياديا معروفا من الساحل).

التقيتها المرّة الأولى، بعد الثورة، في ندوة بمقر حزب المؤتمر في 2013…لم نتعرّف على بعض لأوّل وهلة، لطول السنين وتبدّل الملامح…يومها ربطت بين حليمة المعالج (لقب الزوجيّة) التي ذاع صيتها بعد الثورة وبين حليمة بن عبد الله (اللقب العائلي) التي عرفتها قبل عشرين سنة..

حليمة نموذج للمرأة التونسية المناضلة بما كان لها من دور ميداني في إحدى أهمّ التجارب الكفاحيّة، ومِن مساهمة مواطنيّة في مرحلة بناء الديمقراطيّة، في بلادنا.

رحم الله الأخت حليمة وكتب لها الجنّة. تعازّي الحارّة لرضا (ابنه جندي كان استشهد في هجوم إرهابي على هنشير التلّة في جويلية 2014) ولطيفة ومحمّد ولزوجها الصديق محمد المعالج ولكل أصدقاء حليمة وصديقاتها، ودعائي لهم بالسلوان والصبر الجميل.

إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

زهير إسماعيل



حليمة: كانت رسولا للحب وللوفاق …

Photo

ليست صورة حليمة ما بعد 17_14 التي بكيتها صباح اليوم…. وليست حليمة التي قتلتها كورونا التي انعي الآن بهذه الكلمات …

حليمة التي أبكي متاع عام 1985 التي عرفتها في أريانة الجديدة في منزل عمّ الهادي لعموز وخالتي نفيسة كانت أختا لنائلة ونائلة كانت أختا لي…. وكنّا شباب نهوى الحياة ولا نهاب الموت…. كان الكرّ والفرّ بين الحبّ والنضال نمط عيشنا. والإنشاد والصراخ في وجه الظالمين خطّان يتقاطعان في شوارع العاصمة واحياءها الشعبية.

صورة حليمة عندي ليست صورة المدوّنة ولا زوجة محمد معالج ولا حبيبة شباب الاعتصامات ولا الكنّة الصفاقسية التي تربطها علاقة مميزة بحمايتها. لا لا … بل هي صورة تلك الشابة العشرينية الرشيقة والمليانة حيوية التي تتجوّل طوال اليوم بين أنهج الحي بحجابها المميّز ولباسها الطويل تحمل أخبارا عن الهاربين والمتخبيين والمسجونين. كانت رسولا للحب وللوفاق …

كانت دينامو أريانة الصغيرة ومحرّك أفراحها تغنّي وتنشد وتزهّي الناس وتواسيهم …. وتحمل لهم الأخبار الجميلة.

عرفتها في سياقات مختلفة لكن لم يبقى في ذاكرتي سوى صورتها تلك…. في عرس غادة بن جدو وعرس نائلة وولادة حسام وحي الياسمين وساحة كلية الحقوق … في محطة الكار 515 وهي تخبرني عن أشياء لا أحد كانت لديه شجاعة حليمة ليخبرني بها….

نامي حليمة قريرة العين سوف يشفع لك عند الله حبّك للمحبّين ورضاية الوالدين … نامي حليمة سوف ترتفع اليوم الزغاريد التي زرعتيها منذ أكثر من ثلاثين سنة في سماء حي الملاحة وطريق روّاد مرورا باريانة القديمة وبرج الوزير …

نامي حليمة.. رحمة الله وبركاته.

عايدة بن كريم



رحم الله السيّدة الفاضلة حليمة معالج

Photo

رحم الله السيّدة الفاضلة حليمة معالج … كانت محبّة للثّورة وأنصار الثّورة وعاشقة لفلسطين … نالها ونال زوجها ومقربيها ما نال المناضلين زمن الاستبداد … سيّدة عفيفة رقيقة شفّافة رغم الحماس الذي كانت تبديه في التّعبير عن بعض المواقف … كنت كلّما راجعتها في مسألة قبلت منّي بكلّ ودّ لكنّها كانت تقول: أنتم أهل الثّقافة تحسنون انتقاء العبارات أمّا نحن عموم المواطنين فنعبّر بسجيّتنا.

كانت محبّة للحياة ولفعل الخير وتقديم العون للمحتاجين ولها في ذلك مواقف جليلة لا يعلمها إلّا الخاصّة من مقربيها، لم يرزقها الله الأبناء فاعتبرنا أبناءنا أبناء لها … شغلت حياتها بكلّ ما يمتّ لحراك الثّورة بصلة ضمن دائرة واسعة من الأصدقاء والصّديقات الذين يشاركونها أشواق الحريّة.

أذكر هذا الموقف جيدا يوم عرض فلم صراع للمنصف بربوش أوّل فلم سنمائيّ عن محنة الإسلاميين … كان بعض الحاضرين والحاضرات وإحداهنّ كرونيكورة شهيرة كلما مرّ مشهد تعذيب انخرطوا في الضحك والسخرية والقهقهة دون احترام لمشاعر الكثير من المشاهدين الذين كانوا يستعيدون ذكريات مؤلمة …

وبعد الفلم صرّحت الكرونيكورة المثيرة للجدل أمام العدسات بصوت مرتفع لاستدراج ردود فعل غاضبة أنه فلم ضعيف يستدر العطف ويصنع رأسمال ضحية… كان ذلك موقفا مستفزا وكان لحليمة هذا الموقف المؤثر.

نسأل الله أن يتقبّلها برحمته وعفوه ولطفه وأن يكرمها برضاه … ويرفع مقامها عنده.

سامي براهم



Adieu Madame Halima Maalej

Photo

Nos chemins se sont croisés à plusieurs reprises au cours de ces dernières années, vous assistiez souvent aux manifestations organisées par notre journal "Les Semeurs"et vous étiez la femme de toutes les libertés…

La révolution vous a donné ce bien précieux que la tyrannie vous a ôté pendant de très longues années et vous vous sentiez redevable à la révolution et à tous ceux et toutes celles qui en incarnaient l'esprit et la lettre…

Vous étiez une dame joviale, pleine de vie et d'énergie, extrêmement sensible et pleine d'empathie et de reconnaissance envers ceux et celles qui vous ont libérée du joug de la dictature et de la terreur qu'elle pratiquait sur les hommes et femmes libres et dignes….

Ce que j'aimais en vous, c'est votre opiniâtreté, votre volonté sincère de protéger cette liberté que vous sentez menacée au point de vous exposer aux critiques féroces et ô combien imbéciles des ennemis de la liberté….

Ce n'est ni votre voile ni votre côté grincheux qui les offusquaient, ce qui les offusquait vraiment c'est que vous soyez libre alors qu'ils sont demeurés nostalgiques de la servitude.

الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة.

Chiheb Boughedir



حليمة معالج… أضمّ روحك

Photo

حليمة جسد محبّة

حركة متحفّزة دائما لتكون صدقا خالصا

نسمة نقاء نادر ومبتسم

لم أستطع أن لا أبكي حين قرأت نبأ وفاتك

ولا أستطيع أن أمسك دموعي الآن وأنا أحيّيك بكل قلبي

لم ألتقك في الحياة مباشرة

ولكنك كنت تقتحمين عليّ بعض فكرتي الغريبة عن قناعاتك

فتشاكسينني بمحبّة عميقة مبتسمة

تشاكسين حرّيتي العنيفة أحيانا بحرّية حييّة ومُحِبّة

لم تكوني كاتبة نصوص

لأنك لم تحتاجي

كنتِ نصّا

نصّا يتحرك

يعيش معانيه الإنسانية الناقصة والمتعثرة

لكن الصادقة إلى حدّ الشفافية الكاملة

لم أوافقك مواقف كثيرة تعلمينها

ولم توافقيني مواقف أعلمها

ولا شيء من ذلك خدش في خيالي قيمتك الصافية

عشتِ فكرةً شفيفة خفيفة تحرص بكل حبّ أن تختلط بكل كائن تؤلمه الحياة

لتحمل عنه بعض ألمه

تغنّين لأصحاب الألم والحياة

تنثرين بإصرار نادر ابتسامتك

الهادئة

والمصمّمة على أمل ترينه وحدك

حليمة

رحيلك يبكيني.

عبدالرزاق الحاج مسعود

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات