منذ كنت تلميذا كنت أنفر من درس المهموز، وكنت أتعمّد الغياب حين أعرف أنّ سيدي سيدرّسنا هذا الدرس،والسبب أنني كتبت البئر في جملة سقط محمود في البئر هكذا :بإرٌ! فصفعني سيدي وضحك منّي التلاميذ ضحكا طويلا متواصلا،
فخجلتُ من نفسي خجلا شديدا،خاصة وأنني كنت أعتبر نفسي عبقريّا في اللغة العربية وكنت أتصيّد أخطاء التلاميذ في الرسم والنحو والصرف وأسخر منهم وأشنّع بهم ،فلمّا أخطأت في رسم عبارة بئر اغتنموا الفرصة ولم يرحموني وراحوا يشيرون إليّ بأصابعهم ويبالغون في الضحك وإلقاء العبارات النابية المستفزّة في وجهي ،فتمنيت لو انشقّت الأرض وابتلعني،وزاد سيدي في انهيار نفسيتي حين خاطبني بابتسامة ذات مغزى:
-هذي حتى البوجادي يكتبها صحيحة،لازمك تكتبها صحيحة خمسمائة مرة وتجيبهالي غدوة !
ومن يومها حصلت بيني وبين المهموز قطيعة نهائية،حتى أنني عندما باشرت التعليم،تجنبت تدريس الاولى ثانويا التي غدت فيما بعد السابعة أساسيا ،بسبب وجود درس المهموز في البرنامج،وحين اضطررت لتدريسها ،كنت أفعل المستحيل لتأجيل الدرس ،وكم كنت أشعر بالحزن يوم تدريسه.
هذه السنة، وبسبب نظام الأفواج سأكون مضطرّا لتدريس المهموز أربع مرّات.