أم الجوادي تريده مسؤولا كبيرا

Photo

آخي وليدي، علاش إنت ما توليش مسهول كبير: والي وإلا متعمد؟ وإلا رئيس محكمة وإلا وزير؟ هوما قراو أكثر منك؟

وأجدني في حيرة من أمري، عاجزا عن تفسير هذا اللغز الذي يحير هنية، التي طالما حلمت أن يصبح إبنها البكر "حاجة كبيرة في البلاد" و"يطلع في التلفزة" و"عندو شنة ورنة" و"بقدرو في تونس وما جاورها"، لا مجرد "معلّم متاع ذراري"، "لا يحك لا يصك!!"

- يمة، موش حكاية قراية، ثمة حاجات أخرى..

- واشية الحاجات الأخرى وليدي: ناقصك خشم وإلا عين؟ هاو قريبك رئيس شعبة في تونس، وقالك يحكم كيف هو كي بورقيبة !

الحقيقية أنّ قريبي الذي أصبح رئيس شعبة في تونس ملأ الدنيا وشغل الناس، وكان القرويون يتسابقون للثم يده والتقرب إليه وإغراقه بالهدايا عندما يعود للبلد، كيف لا وهو الوحيد الذي كان مسموع الكلمة و"يقضي" ! كان بإمكانه أن يتدبر منحة ل"بيّات"، ومساعدة لمحتاج وإعفاء من الجندية لشباب القرية، بل إن نفوذه بلغ من القوة درجة أنه كان قادرا على تقديم "الروندي فو" لأيّ مريض في المستشفيات العمومية!

وهذا في حد ذاته كان كافيا ليحيطه أهل القرية بهالة من التقدير تقترب من التقديس أحيانا..

-يمة راهو اللي يشد "رئيس شعبة" هو "قوّاد" حاكم، معناها حاجة خايبة..

وتثور هنية وتخرج عن طورها وتطاردني بعصاها الغليظة التي تدخرها لمثل هذه المناسبات:

-قوّاد حاكم، تي كان ما جاش هو راهو شطر المرضى ماتو، وراهو ما عطوناش شهادة المعالجة، واش عملت بيها إنت أستاذ في السرس؟

وأبتسم لها وأحتضنها وأطيب خاطرها :

-عندك الحق يمة، توّة نزيد نقرا ونشد متعمد ونداويك بلاش في سبيطار المونتير [militaire]متاع تونس!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات