حكاية الجوّادي مع بيت للمتنبّي!

Photo

جمح الزمان فلا لذيذ خالص.....مما يشوب ولا سرور كامل
المتنبي

لعمكم الجوادي بارك الله في علمه وأدبه ونفع به، حكاية طويلة مع هذا البيت الشعري، ففي السنة الأولى ثانوي اقتنيت ديوان المتنبي [دار صادر بيروت]، ورحت ألتهم شعره التهاما، وأعجبت به إعجابا جاوز كل الحدود، واعتبرته شاعر كل العصور، ورحت أنبش في سيرة شاعرنا حتى كدت أحيط إحاطة دقيقة بكل تفاصيل حياته منذ ولادته إلى يوم وفاته! ومن كل شعر المتنبي شغل لبّي ومسّني في الصميم وتعلقت روحي بالبيت أعلاه!

لست أدري إلي اليوم لماذا تأثرت كل التأثر بهذا البيت دون غيره من الشعر العربي قديمه وحديثه، فرحت أرسمه على السبورة قبل دخول الأستاذ وعلى الطاولات وعلى الحيطان وعلى كراساتي وكتبي! بل إنني فكرت أن أجعله وشما على ساعدي!

وكنت شديد التعصب لهذا البيت، فكنت أتهم من يخالف رأيي بالتفاهة وانعدام الذوق! وما طَرح أحد أمرا للنقاش إلا تدخلت لأختم حديثي ب: "وكما قال المتنبي".. وأذكر البيت مع أن السياق والموضوع لا يستدعيانه!

وكاد ولعي بهذا البيت أن يكلفني غاليا، فقد تعمد أحدهم أن يكتب غَزَلا في إحدى التلميذات على إحدى الطاولات في الفصل، وذيله بالبيت أعلاه! فاتهمني الجميع بأنني " صاحب العَمْلة".. واستدعاني القيم العام إلى مكتبه، ويعلم الله أي عناء تحمّلتُ لأقنعه ببراءتي!

اليوم وأنا أتصفح رواية قديمة لنجيب محفوظ في مكتبتي وجدت البيت مرسوما على صفحتها الأولى! فعاودني اليقين أن هذا البيت هو من أروع ما قالت العرب، وأنني لم أكن غاليا في رأيي عندما اعتبرته كذلك في شبابي!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات