هنية وداعش وقناة الجزيرة!

Photo

رحلت الوالدة رحمها الله وفي نفسها شيء من داعش!

كانت إمرأة بسيطة مثل كل أمهاتنا، ولم تكن تتابع أخبار السياسة أو تهتم بها أو تفهم فيها.. كان العالم بالنسبة إليها ينتهي عند حدود قريتنا الوديعة..

وكان رمز الشرّ بالنسبة إليها جارتنا فاطمة التي لم تهنئها بنجاحي في السيزيام ولم تُعد لها غربالها الذي استلفته منها ذات يوم صيفي قائظ! وأيضا حليمة بنت البرادعي التي فرّت مع أحدهم إلى مكان مجهول دون عقد زواج..

- والله إلا ما ربّي يشنقهم من عينيهم، تؤكّد لي في كل مناسبة..

وفي حين كان الوالد ومازال مهووسا بالبي بي سي العربية ثمّ بقناة الجزيرة، ولا يمكن أن تفوته نشرة الأخبار مهما حصل، أصبحت هنيّة مع مرور السنوات حريصة كل الحرص على متابعة برنامج علاء الشابي الشهير "الحق معاك"، ولم تكن ترضى أن يعكّر عليها أحد مهما تكن مكانته صفوها وانسجامها وهي تتابع البرنامج بكل حواسّها! فتجحظ عيناها، ويقف شعر رأسها ويغمرها العرق البارد وهي تتابع القضايا المعروضة، فلا تتوقف عن شتم هذا الجيل وبنات الحرام و"الرجال البودورو"!

- يا ناري، هاي تڤول للراجل نحبّك، يعطيها كلَبْ، تي وينو أبيْها يربيها هذي!

وكان الوالد يعرف عنها ولعها بالبرنامج ولأنه لم يكن يصبر على الجزيرة، فقد كان يتعمد سامحه الله أن يفتك منها "الروموت" ليشاهد قناته المفضلة، مدّعيا لها أن هناك خبرا عاجلا مفاده اقتراب داعش من حدودنا مع ليبيا! فكانت المسكينة تتقبل الأمر مكرهة ثائرة مغتاظة خاصة بعد أن أقنعها في مرات سابقة بخطر داعش وتوحش منتسبيها..

-يمة تفرّجت في الحق معاك؟ أسألها يوم السبت عندما أزورها..

-وليدي هاو أبيّك قلي اللي اسمها داعش، وصلت للحدود! وحرمني من برنامج علاء.. تصمت قليلا رحمها الله قبل تسألني هامسة:

- داعش هذي وليدي مسلمين وإلاّ كفار؟

أبتسم وأحتضنها :

- والله يمه حد ما يعرف، الناس لكل حائرة فيهم..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
سامي
12/05/2015 12:20
للتصحيح في ما جاء في مقالكم برنامج علاء الشابي الشهير هو عندي مانقلك أما الحق معاك لمعز بن غربية