نحن نعارض السلطة لأنها لم تقدم شيئا ملموسا للمواطن، فالسياسة ليست مجرد شعارات.
نحتج عندما تسقط السقوف والجدران على رؤوس التلاميذ وعندما يتنفس الناس هواء ملوثا، ولا يفعل النظام شيئا غير الترحم على الضحايا وتوعد الفاسدين، عندما يركب الناس في وسائل النقل مثل البهائم، وعندما يموتون في مستشفيات بلا روح،
ننقد السلطة عندما يفقد الإنسان الشعور بالأمان، ننقدها تضامنا مع الفقراء والعاطلين والمهمشين، والمضطربين نفسيا والمحبطين دفاعا عن حقهم في حياة أفضل، ننقدها لأن المثقف الحقيقي يواجه القهر الاجتماعي بوجه مكشوف ولا يسانده .
لكن من الواضح جدا أن هؤلاء المسحوقين سعداء وراضون ومبتهجون ويعتبرون المعارضة التي تدافع عن حقهم في حياة أفضل جريمة سياسية، والنضال من أجل الحرية والكرامة خروجا عن طاعة ولي الأمر. وهم لا يؤمنون بالتعايش تحت سقف الاختلاف بل بالهيمنة المطلقة على الفضاء العام.
إنه سوء تفاهم تاريخي، إنك تريد أن تحررهم وهم يريدونك معهم وراء القضبان.