الصراع بين عبير والاتحاد والنقابات متاعو، هو في الجوهر صراع بين زوز أنواع متاع "شُعبوية"(ورثة الشُعب الترابية والشُعب المهنية) للتموقع وتحسين شروط التفاوض مع السلطة.
ومن مصلحة النظام "الشَّعبوي" بقيادة الوطد إنو يضعفهم الزوز لأسباب مختلفة: من مصلحتو يضعّف عبير باش ما تكونش منافس جدي للرئيس في الانتخابات أو بديل ليه في استراتيجيات القوى المحلية والاقليمية والدولية الداعمة ل"تصحيح المسار"، ومن مصلحة النظام زادة انو يضعّف الاتحاد باش يهبّط سقف المطالب الاجتماعية متاعو، ويقبل بالإملاءات متاع صندوق النقد بلا أي مزايدات ولا تحركات احتجاجية.
وقد ما الزوز أطراف ( الاتحاد وعبير) يضعفو بعضهم، تكون استراتيجية النظام ناجحة. وهكاكة ترجع عبير لبقعتها الأصلية( صف ثاني والا طابور خامس مكلف بمهمة) ويرجع الاتحاد لمربع المناشدة ورفع التحديات اللي هي خدمتو الأصلية قبل الثورة.
النقابة متاع الصحفيين حاطة شطر وجه بن علي اللي مات وخلى نقيب دافع عليه لين خرج من أصغر أبواب التاريخ ، وحاطة شطر وجه عبير اللي هي مجرد طابور خامس في خدمة النظام، وما عندها حتى قيمة ذاتية وماهي إلا ملحق وظيفي في خدمة "المسؤول الكبير"…علاش؟
ببساطة، لأنو النقابة مازلت تتعامل مع العباد بمنطق الاستغباء، ومازلت ما تحبش تقطع حبال الود مع النظام، ومازلت تفاوض في نظام تعترف بالشرعية متاعو وموش مستعدة تكون معارضة راديكالية ليه ، وهذاكه علاش عملت تصويرة تغالط بيها في الرأي العام كأنو هاذوكم الزوز هوما اللي عملو المرسوم 54 والا هوما ضيقو على الحريات الفردية والخاصة بعد 25 جويلية 2021.
ماناش طالبين من النقابة متاع "الموالاة النقدية" تحط تصويرة رأس النظام اللي في يديه السلطات الكل، ولا طالبين منها تحط حتى تصويرة بودن والا أي وزير، ما طالبين منها كان تحط تصاور أصدقاءهم " الحداثيين" اللي كانوا من صنّاع بن علي اللي وتوا ولاو ثوريين وأدوات قمع إيديولوجي وأمني في خدمة "تصحيح المسار"…خاصة هاك "البورڤيبيين" و"الوطنيين الديمقراطيين" و"الشبيحة" في البناية الرمادية وفي القضاء وفي الإعلام.
بما انو عبير والاتحاد ونقابة الصحافيين جزء من "العائلة الحداثية الديمقراطية الوطنية"، وبما انهم الكل من "الصادقين" ويحبو تونس " صباحا، مساء، ويوم الأحد"…الحكاية الكل ما تنجم تكون إلا صراع داخلي بين "ديمقراطيين" على مذهب النمط( أو بالأحرى صراع مصالح بين شقوق منظومة وحدة)… واللي تشوفو راكب على فركة "التجمع"، قلو مبروك عليك حصان" تصحيح المسار".