الرسائل السياسية التي لا يقولونها، ولكنها تحكم المشهد التونسي واقعيا

-رسالة السلطة للمعارضة الجذرية: أنتم ملف قضائي ولن نقبل بأن تكونوا بديلا سياسيا، بل لن نقبل بكم شريكا محتملا في السلطة مهما كانت التسويات المحتملة مع باقي"المعارضين" . فاليوم سنمنع قواعدكم من التظاهر، وغدا سنمنع قياداتكم من العمل السياسي بحكم شبهات الفساد والتآمر على أمن الدولة التي تطعن في أهليتهم القانونية والأخلاقية لإدارة الشأن العام. ولذلك فإنه ليس لكم مكان في المشهد السياسي القادم، حتى لو التزم النظام برزنامة الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر.

- رسالة السلطة للموالاة النقدية( خاصة اتحاد الشغل ونقاباته القطاعية): انتهى زمن التغول النقابي، ولن نقبل بشريك اجتماعي يتحكم في الحياة السياسية ويهندس الحياة الاقتصادية حسب مصالح المركزية النقابية وشبكاتها الزبونية. سنسمح لكم بالتظاهر في هذه الفترة وقد نحرمكم من هذا الحق في صورة التصعيد ضد السلطة والإصرار على موضوع الحوار الوطني أو التقارب مع المعارضة الجذرية. وفي كل الأحوال لن تكونوا شركاء في صناعة القرار السيادي كما كنتم زمن الأيادي المرتعشة والتوافق المغشوش.

- رسالة الاتحاد للسلطة: لا علاقة لنا بالمعارضة السياسية ومازلنا نعتبر 25 جويلية شرعيا. ولذلك فإننا نتظاهر صحبة شركائنا " الديمقراطيين" ولا نتحرك خطوة واحدة في التنسيق مع أعداء الرئيس. ونرجو من السلطة أن تعاملنا "معاملة تفضيلية" لأننا مازلنا سندا لها ضد النهضة وحلفائها.

-رسالة المعارضة الجذرية للسلطة: نحن لا نعترف بشرعية النظام ولكنّ شركاءنا في المعارضة لا يعترفون بشرعيتنا ولا يريدون التنسيق معنا للقيام بتحركات مشتركة، ولذلك يمكنك التعويل على هذا التشتت الذي يجعلنا جميعا حلفاء موضوعيين للنظام مهما كانت مواقفنا المعلنة من السلطة. كما أننا عاجزون عن تقديم بديل مقبول عند عامة الشعب. وبحكم غياب أي مراجعات أو نقد ذاتي أو برنامج عقلاني للخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ( من النهضة أو من حلفائها سواء أكانوا أحزابا أو شخصيات اعتبارية مثل نجيب الشابي وجوهر بن مبارك وغيرهما) فإن جزءا هاما من الشعب يعتبرنا مجرد تحالف براغماتي وواجهة ل " رسكلة" التوافقيين والارتداد إلى الديمقراطية الصورية والمحاصصة الحزبية.

- رسالة تنسيقية الأحزاب الاجتماعية: نحن أقرب إلى الموالاة النقدية في علاقتنا بالسلطة وأقرب الى المعارضة الجذرية في علاقتنا بجبهة الخلاص ومكوناتها. ولذلك فإن تموقعنا السياسي هو خلف" الموالاة النقدية" بقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل ومع مكونات المجتمع المدني التي مازالت تتحرك بمنطق التناقض الرئيس ( ضد النهضة وحلفائها) والتناقض الثانوي( ضد النواة الصلبة للحكم وواجهتها الحالية).

-رسالة النواة الصلبة للحكم (السيد الفعلي لتونس) إلى الجميع: أمطروا حيث شئتم فإن خراجكم آت إلى خزائني مهما كانت واجهة السلطة بالأمس واليوم وغدا. فما دمتم-،مهما كانت ادعاءاتكم- تفكرون جميعا من داخل منظومة التخلف والتبعية( لا ضدها) فلن يضيرني أن تتغير مواقعكم داخلها سواء أنتم في "الحكم" أم في "المعارضة".

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات