الرّأي بعد شجاعة الشجعان

لستُ في وارد العودة إلى ما حدث بالأمسِ فالصّور والفيدوات تكفي لكشف صراع الإرادة الشعبية مع قوّة الدولة الصلبة المتوحّشة ، وبصرف النّظر عن موقف بدا لي مثيرا للانتباه من أحد المحسوبين على الرئيس يؤكّد فيه أنّ ما وقع بالأمس هو "توريط للرئيس" من أطراف في القصر ( هكذا !)، و أيضا تجاوزًا ل"لكلكة" بعض اللاّعبين بمناطقهم من الحمقى والمغفّلين.. نقول إنّ الأوان قد حان لترك تلك المكابرة السخيفة ممّن وحّدهم بالأمس شعار "ضدّ الانقلاب" و خراطيم المياه في شارع محمّد الخامس، ولكن تفرّقت سواعدهم في المواجهة والمقاومة!

أفضل ما في هذا الانقلاب أنّه فرّق العداوة بالعدل بين الجميع ولم يَعُد فيه لطامع من مطمعٍ ( ضحكني تحليل قال اللي تظاهروا آمس يلوّجوا على الاندماج في مسار 25 جليانوس.. و أصبح الجميع أهدافًا يسهل قنصها منفردة. لم يعد الآن من بدّ إلاّ أن يقع تنسيق بين هذه الجبهات في جبهة واحدة موحّدة : مواطنون ضدّ الانقلاب وتنسيقية القوى الديمقراطية وحزب العمّال ومن سوف يلتحق بهم.

طبعًا، ستحسبون هذا على حسن نيّتي - تي قولوا سذاجتي - غير أنّي أوثر عودة الصّراع الديمقراطي بعد انجلاء الغمّة على حالة العمى السياسي الذي نحن فيه الآن. ما أنا على يقين منه أنّ المكابرة وضيق الحسابات وشخصنة الخلافات هي ما تحول دون هذا الإلتقاء وعلى يقين أيضا أنّ كثيرًا من "أصحابنا" في هذه التفريعات الحزبية ليسوا ضدّ الإلتقاء من حيث المبدأ.

هي حجرة ألقيها في بركة السياسة عسى أن تجد صدى.. من يدري؟!.. فقط توصية أخيرة :" أربع نقاط فقط كافية للاجتماع حولها وبيان من أربعة أسطر يكفينا لنصنع منكم شرفاء المرحلة".

كان يمكنني أن أكتب تدوينة "حماسيّة" أبرّد بها على القلوب.. غير أنّ مصلحتي اليوم هي أن أجذب النّار المتفرّقة لرغيف لوطن.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات