"كم أشعر بانتماء ذليل لهذا البلد... "

تلك أصدق ما يمكن أن نصف به البلد وحاله.. "جثّة في حالة وفاة" لا تنتظر سوى الكفّان والغاسل.. موت غير معلن في السياسة والاقتصاد والثقافة كآلة تدور لترحي الفراغ ولا أفق إلاّ مزيد من الرّحي.. ولا شيء !

تكلّم الجميع وثرثرت التلفزات وسال حبر كثير بلا فرز ولا نتيجة ولا غلبة و"لا شيء" كرغوة الصّابون أو زبد البحر. هذا البلد بلا ثوابت لهذا هو عاجز عن بناء سرديّة وطنية جامعة.. أيّة أسطورة نجتمع حولها ونتدبّر بها أمورنا فنصمت قليلا!

أكذب الكاذبين هم أولئك الذين يريدون إقناعنا بأنّ هذا البلد "عظيم".. لا عظيم ولا وذني! هو مجرّد نتوء في رأس افريقيا خذله أهله ولا يزالون ولا أمجاد له تذكر.. دعكم من النّفخ في الأسماء وريق "كرتاج وجلد الثور وهانيبال والكاهنة والسلطان الأغلبي وخيرالدين باشا وعقد الزواج القيرواني و للاّ عزيزة عثمانة وثورات البدو و الحركة الوطنية و بورقيبة..."... هذا كلّه لم يصنع حاضرًا يستحقّ أن نحياه! هانحن في "اللاّشيء" للعنكوش!

"هذا والله جلد للذّات لا يليق "!.. نعم هو كذلك، لأنّنا لو جلدناها كما يليق بها الجلد ما انتهى بنا الأمر إلى" خديعة قيس سعيّد "التي لا تنطلي حتّى على صبيّ غرٍّ !!

رحم الله شيخ التاريخ" هشام جعيّط" في قوله :" كم أشعر بانتماء ذليل لهذا البلد "..

الزرقوني

صنع الزرقوني "سمعة" شركته من نتيجة غير متوقّعة بفوز النّداء في انتخابات 2014.. فأصبح بهذا أحد صُنّاع المشهد. والرّجل بلا شكْ يحذق مهنته وتصاريفها ويعرف جيّدا ألاعيب الأرقام وخُدع الاستبيانات وسبور الآراء وتوجيه الأسئلة.. حتى غدا "مرجعًا موثوقا "!

والحقيقة عندي أنّه من السهولة بمكان معرفة أمزجة النّاس : ضع السّلطة وأبنِ عليها بقية الأرقام بدون مبالغة "مشلّقة" ولا تبالغ في الفوارق.. سيميل الناس حيث تميل!

وبقطع النّظر عن "الانتصاب الفوضوي" لمثل هذه الشركات في غياب قانون ينظمها، فإنّ ما تأتيه من" توقعات ومزاج الرأي العام" هو مجرّد "رمية من غير رامٍ" ومشغلة يضيّع بها الناس ويشتّت رأيهم.. بمعنى أنّ العيّنات التي يستهدفها لا تمثّل - إن صدق! - إلاّ الجزء الأقل من الشعب التونسي.. ولكن أغلبنا لا ينتبه للخديعة خاصّة في عالم السياسة المتقلّب!

من طريف ما يُروى مما يستدعيه مقامنا هو قول أحد الظرفاء وهو يسمع مضيّفة الطائرة تقول :" نحن الآن علي ارتفاع 15 ألف قدم ".. أجابها :" براحتك.. منهو تينزل يقيس وراك؟!" ... كذلك الزرقوني " براحتك ساااحبي".

قالك سباق رئاسي! منهو اللي باش يقول لسيدنا إنزل السباق؟!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات