ما بعد الهزل

سوف تنقضي هذه السنوات ولن يدوم حال، وفي وقت ما سنلتفت إليها ونذكر أهلها.. مثلما عدنا لفترة الجمهورية الأولى برأسيها وأبت ذاكرة النّاس أن تنسى أو تُصادر!

لن نموت قبل أن نشهد على ما نرى اليوم ونسمع وسنسمّي الجبانَ جبانًا وبائع الذمّة بإسمه والمتخاذل بصفته والطّامع والواشي والقوّاد والمتواطئ وسارق أشواق النّاس والغشّاش في اللعبة والرّاكب على الموجة والعابث بالوعي والزّائف والكذوب..

سيكون لنا نسل - إذا متنا - يقرأ جيّدًا ويستنبط الحقائق الواضحة من آثار المرحلة ويأتي بالحجة صوتا وصورة وسيقول لولدك وحفيدك :" لقد كان جدّك وأبوك طحّانة فأنظر"!.. قد يلعنك أو يتلعثم في التبرير لكنّه سيخجل من نطفته التي تعود إليك!

هناك شيء ما، أبعد من اللحظة وطمع الأنفس نسمّيها "كرامة" - أو ما يسميه أهلنا " النّيف"! - تأبى علينا أن نصطفّ مع الظالمين ولو خسرنا معركتنا.. هذه القيمة هي ما ندّخره للولد والحفيد اللذين سيحملان اسمنا.. ولاشيء آخر يعنينا بعدها.

"- لماذا تكتب؟

- حتي لا يقول ولدي غدًا جبن أبي!"

في زمن آخر، سيجدها ولدي وحفيدي مؤرخة في صفحتي يوم 26 جويلية 2021.. وسيجد لك أحفادك بعد خراب البصرة :" كلّنا قيس سعيّد، أضرب يا أخشيدي " !

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات