" ألا في سبيل ( الهبرة) ما أنا فاعل" … فصيّل في الاعتذار التونسي

مرّ أمام عيني "اعتذار جمال الميداني من الشعب الجزائري" عن لقطة خادشة في مسلسل تلفزيوني.. وقبله إعتذر الشادلي العرفاوي.. وطبعا بمنطق الانعكاس الشرطي للكلاب البافلوفية وجدنا أنفسنا - نحن التونسيين إلّي ما نفلّتوا شي! - نناقش هذا الأمر الجلل بكلّ جديّة.. بما ذكّرني بمقطع غاية في السخرية للعزيز" جمال الصليعي " ( ببعض التصرّف) :


فَ(أطيافُنا) اليَوْمَ مَشْغُولَةٌ فِي حِوَارٍ عَمِيقْ

بِحُرِّيَّةٍ لَا تُحَدُّ.....عَنِ المُشْكِلَه

ف( طيفٌ) يَرَى البَيْضَ قَبْلَ الدَّجَاجْ

وَيُدْلِي بَرَاهِينَهُ القَائِمَهْ

وَ( طيفٌ) يَقُولُ بِسَبْقِ الدَّجَاجْ وَحُجَّتُهُ دَاعِمَه

وَمَا بَيِنَ قُنٍّ وَقُنٍّ تُجَادِلُ ( مخمصة) دَاهِمَه

طبعًا لن تنتهي "مخمصة الإبداع" التونسي فهي عالقة بسويداء القلب و واجهة للصراع و"كلما ضاقت حولهم إلتجأوا للعنف..." وبقية الفولكلور الأي ديولوجي... هذا أمر تجاوزته شخصيًا من زمان.. لكن هذا "الاعتذار" - وروسكم يا رجال - لا علاقة له بالموقف الأخلاقي ولا الابداعي.. فتعالوا نفرّك الرمّانة :

مسلسل "حبّ الملوك" هو من اخراج نصر الدين السهيلي.. عرفتوه؟.. هذا اللّي ألقى بالبيض الفاسد على وزير الثقافة "المهدي مبروك"! وكان مازلتم تتذكروا جماعة "لا قيد على المبدع" اعتبروا ذلك تعبيرة احتجاجية ذات أفق ابداعي.. وصاحبنا وطديّ جدًّا وهو ينشيء مع صديقنا المرحوم "كمال الزغباني" الجامعة الشعبية التي لا تنضوي تحت نظام التعليم الجامعي مثلها مثل "الكتاتيب القرآنية"!.. هذا للعلم فقط.. لا غير!

يعني أنّ مخرجنا التونسي ليست له مشكلة في الأخلاق العامة كالمذكورين أعلاه من المعتذرين الأفاضل ويؤمن مثلهم ب"الاستفزاز الابداعي".. إيه ! إمّالة وين المشكل؟

المشكل ببساطة هو خسران سوق كان سيجني منه جماعتنا "هبرة باهية " وتمويلات في إطار التعاون.. فجاءت "اللقطة الخادشة" و "بزّعت حليب الجرّة الابداعية التونسية العظيمة"..

المحمولون على ما يسمّى ابداع في تونس لا يعتذرون لوجه الله أبدًا.. هم مستعدون لإنزال سراويلهم في سبيل "الهبرة".. الهبرة فقط.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات