آخر الصادقين وأكبر الرهدانة

تمرّ أمام عيني صور وتعليقات "ساقطة" ( هذه أبلغ!) تمثّل شيوخًا شيبَ اللّحي أو بألحفة بيضاء أغلبها من ساكنة الجنوب وبألبسة متواضعة "لا تناسب العاصمة" ممن جاؤوا لمشاركة "التوانسة" فضاء شارع الثورة منذ يومين !

عندما قدمت من جهة جسر الجمهورية نحو "جونجوريس" مع صاحبي "فاضل المطماطي" للوصول إلى" المسرح البَلْدي" كان يسير أمامنا رجل وقد لفّ رأسه بلحاف أبيض ولبس بدلة تبدو لي من شكلها أنّه استلفها ليأتي بها للعاصمة، خاطبت صاحبي :" هؤلاء هم آخر الصّادقين في هذا البلد.. كم أشعر بالخجل أمامهم"!

في تدوينة للدكتورة أسماء قرأت أنّ زوجة أحد المغدورين في حادث المرور من" بني خداش" قد كانت تخيط بعض الملابس لتوفير ثمن رحلة زوجها للعاصمة وهي فخورة بذلك..

والآن يا أسقط من كلابٍ جرباء؟! هل قدّرتم حجم الجريمة الأخلاقية تجاه أهلنا وأنتم تجعلونهم موضوعًا للهزء والحطّ من القيمة؟! تسخرون من "وعيهم"؟! من "انخداعهم"؟! من "عماهم السياسي " وهم يحملون لافتات لا يفهمونها؟!..

يلعن أبو وعيكم الزّائف على أبو سيرتكم القذرة على أبو ثقافتكم "الخراء".. هؤلاء من نسل تقرأون عنه في تاريخ البندقية المقاومة أيها النّسل "الأحرف".. هؤلاء تونسيون من حقّهم أن يتبعوا الحزب الذي يريدون ودورك الحقيقي أيها الديمقراطي الزّائف أن تدافع عن حقّهم ذاك وان اختلفت معهم ! هؤلاء جاؤوا بصدق نواياهم وحسن ظنّهم بلا طمع أو تذلّل لأحد..

أقسم أنّ بُلغة أحدهم أطهر من أطهركم! كم أقرف من جعل الناس مادة للسخرية ولو كانوا من عترة تلك التي لا أسميها...!

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات