إلى بعض حداثيينا و اسلاميينا وشعبويينا حول الموقف من ٢٥ جويلية ٢٠٢١ : اعادة تدقيق نظر تونسية في العلاقة بين الفساد و الديمقراطية والشعبوية .

-صديقي الحداثي، لو لم تكن النهضة متضررة من حدث ٢٥ جويلية ، هل كنت ستسانده كما تسانده الان؟ هل كنت ستساند قيس سعيد باسم مقاومة الفساد ، فرضا، ضد نداء تونس لو افترضنا انه كان بقي موجودا وكان حصل على المرتبة الأولى في البرلمان وشكل الحكومة ، حتى لو أدى ذلك إلى ضرورة المغامرة بتجميد البرلمان وحل الحكومة وتولي الرئيس وظيفة النيابة العمومية ؟

لا والف لا!

- وصديقي الاسلامي، لو كانت النهضة مستفيدة من ٢٥ جويلية، هل كنت ستعارضه كما تعارضه الآن ؟ هل كنت ستعارض مثلا منصف المرزوقي لو فعلها لنفس السبب ،فرضا، ضد نداء تونس لو افترضنا نفس الفرضية السابقة وكان نداء تونس هو المتحالف مع حزب قلب تونس، حتى لو أدى ذلك إلى ما ذكرناه ايضا من مغامرة مركزة مؤقتة للسلط الثلاث ؟

لا والف لا!

- صديقي الحداثي، هل انت متاكد انك تريد محاربة تحالف الفساد مع السياسة عموما وبصورة مبدئية ام تحالفه مع سياسة خصمك الإسلامي فحسب حتى لو أدى ذلك إلى الإساءة إلى الديمقراطية والدستور؟

لم نرك تقاوم الفساد عندما كان نداء تونس يهيمن على السلطة بين ٢٠١٤ - ٢٠١٩ !

- وصديقي الاسلامي، هل انت متأكد انك تريد الدفاع عن الدستور والديمقراطية عموما وبصورة مبدئية ام عنهما ،فحسب، اذا كانا يخدمان جماعتك وحلفاءها حتى لو كان ذلك يخدم الفساد والفاسدين.

لم نرك تقاوم الاستبداد عندما كانت النهضة تهيمن على السلطة بين ٢٠١١ و٢٠١٤ !

- صديقاي ، هل فهمتما الآن لماذا يكره الناس السياسيين مهما كانوا عندما يصبحون مزدوجي الخطاب ولا يترددون في تبرير التعامل مع الفاسدين أو مع المستبدين ولماذا يقامر الناس، من باب الضرورة التي تبيح المحضور، بسبب ذلك حتى بالديمقراطية التي بها تتشدقون، والتي بالمناسبة لا يرتبط فسادها وصلاحها اليا لا بالجمهورية الرئاسة ولا بالجمهورية البرلمانية كما توهمون، فيخدم ذلك سياسيين آخرين حتى لو كانوا بهذه الدرجة او تلك من الشعبويين كما تقولون.

صديقاي الافتراضيان اللذان لا يمثلان قطعا لا كل الحداثيين ولا كل الإسلاميين ، وصديقي الشعبوي الذي لا يمثل قطعا كل الشعبيين :

ان الشعب عندي ،كما الله عند ابن تيمية ، ينصر الدولة العادلة وان كانت كافرة ، و لا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة !

فاللهمّ والشعب وحّدا المؤمنين والكافرين العادلين ضد المؤمنين والكافرين الظالمين و اهدياهم سواء سبيل الديمقراطية غير الشعبوية القويم الذي به تستقيم شؤون البلاد ضد جميع الفاسدين والمستبدين ألقدامى منهم والمحدثين.

امين !

نعم لمقاومة الفساد، ولكن بطريقة مبدئية و مؤسساتية لا فردية و باحترام الحقوق الإنسانية، ونعم لمقاومة الاستبداد، ولكن بطريقة مبدئية وبمشاركة شعبية، ولكن دون 'رعوانية' الرعية الشعبوية .و نعم، لا للعودة إلى الوراء المعلوم ، ولكن لا للقفز نحو مستقبل مجهول !

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات