عندما تكذب الدّولة …

في فرنسا بمناسبة مقتل الشّاب نايل 17 سنة شهدنا محفل كذب جماعي شارك فيه ممثّل المحافظة وقوات الأمن والنّيابة العموميّة والإعلام وعدد من سياسيي اليمين المتطرّف الذين أجمعوا على أنّ إطلاق الرّصاص من طرف عون الأمن كان في إطار دفاع شرعيّ تجاه الشابّ سائق السيّارة وصاحب السّوابق العدليّة الذي حاول دهس أعوان الأمن ... عمليّة توجيه جماعيّ كاذبة للرّأي العامّ لصناعة سرديّة تبرّئ القاتل وتدين الضحيّة …

لولا الصّدف التي جعلت إحدى السيّدات تفتح كاميراه هاتفها لتصوّر المشهد الذي يسجّل التّهديد بالقتل وإطلاق الرّصاص بدم بارد على الشّاب لانطلى الكذب ولضاعت الحقيقة … الشّريط المصوّر كان صريحا وواضحا في إبراز قصد القتل وخلفيّته العنصريّة حيث أجاب عون الأمن على محتجّ على عمليّة القتل" فليعد إلى إفريقيا "… علما وأنّ القانون الفرنسي يجرّم تصوير تدخّلات الأمن من طرف المواطنين …

مشهد مصوّر يفضح الكذب الذي انتقل من مرتكب الجريمة إلى عدد من ممثّلي مؤسّسات الدّولة والسياسيين ووسائل الإعلام … قبل أن تظهر الحقيقة وتعدّل التّصريحات …

هذه دولة الحداثة والحقوق التي يراد لنا أن تكون نموذجا يحتذى به !!!

آخر إبدعات الدّولة الماكرونيّة في فرنسا :

وزير العدل الفرنسي يصدر منشورا لوكلاء الجمهوريّة ينصّ على المسؤوليّة الجزائيّة للأولياء الذين لا يمارسون سلطة على أبنائهم القصّر عند قيام تحرّكات في الشّارع وتسليط عقوبة ضدّ هؤلاء الأولياء بسنتي سجن نافذة وخطيّة بثلاثين ألف أورو …

المنشور في سياق المظاهرات التي تشهدها بعض الأحياء في فرنسا منذ أيّام إثر مقتل الشابّ نايل من طرف عون أمن فرنسي وشهدت مشاركة مكثّفة للمراهقين وشبّان تلك الأحياء …

ولتبرير هذا المنشور الغريب أشار وزير العدل أنّ تربية الأبناء مسؤوليّة الأولياء لا الدّولة مشدّدا على مسؤوليّة الأولياء في ممارسة سلطتهم لمنع أبنائهم من المشاركة في التحرّكات التي تستهدف الممتلكات العامّة ومشيدا بالأمّهات والآباء الذين نزلوا للمظاهرات لاستعادة أبنائهم من وسط التحرّكات !!!

يعني بهذا الشّكل الدّولة تضع المسؤوليّة على عاتق الأولياء وتعرّض الأمّهات والآباء لمخاطر النّزول للشّوارع عند قيام تحرّكات لتصيّد أبنائهم واسترجاعهم لمنازلهم دون اعتبار لما يمكن أن يتعرّضوا له هم أنفسهم من قمع بوليسيّ يستهدف المتظاهرين …

حقيقة دولة أمنيّة بليدة تفكّر بطريقة انفعاليّة سخيفة دون عقل سياسيّ …

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات