لا يجتمعون على ضلالة

Photo

أخطاء حريّة التّعبير أفضل من تكميم الأفواه بالقوانين الاستثنائيّة والعقوبات الإضافيّة. هناك تجاوزات لبعض مستعملي الفايسبوك يقع مواجهتها من الضّمير الفايسبوكيّ الجمعي، ولا يجتمع الفايسبوكيّون على ضلالة.

هذا الفضاء الافتراضي "مهما كان تقييمنا لخلفيات منشئيه وطرق تصرّفهم في المعطيات المخزّنة " هو خطّ الدّفاع المتقدّم عن القيم المشتركة والكشف عن المؤامرات التي تحاك ضدّ هذا البلد، وهو قوّة نقد واحتجاج واقتراح غير منظّمة إلّا بالوعي التلقائي العامّ،

هو فضاء للتّواصل الحرّ ومراكمة الأفكار وتبادل المواجد والمضامين، إخضاعه بشكل حدّيّ وحرفيّ لمعايير الحياة المدنيّة هو ضرب من تقييد الخيال والأهواء وانفلاتات الأنفس التي تضيق بالواقع، شيء من الهذيان والجنون والتنفيس عن المكبوتات لا يضرّ العقل والنّظام بل يكشف عن رواسب القاع العميق للأفراد والمجموعات.

وتبقى القوانين القائمة فعّالة لمواجهة الحملات الكيديّة المنظّمة للصّفحات مدفوعة الأجر التي تقف وراءها عصابات مشبوهة تخترق هذا الفضاء وتتخذه منصّة لتسميم المناخات العامّة وبثّ البلبلة وتشويه الشخصيات العامّة وقصفها،

تنقية الفضاء الافتراضي تقتضي أوّلا تنقية الحياة السياسيّة من رداءات الطّبقة السياسيّة ومناقراتها في الفضاءات التي تشغلها، هي مسؤولة على تنمية الوعي السياسي والأخلاق السياسيّة بين أفرادها وجماعاتها، سينعكس هذا على بقيّة الفضاءات ومن بينها الفضاء الافتراضي.

اتركوا هذا الفضاء حرّا مهما كانت تجاوزاته فهو رصيدكم ورصيد البلد وقت الأزمات والملمّات وما تحتاجه من توحيد للقلوب وبناء الوعي المشترك والدّفاع عن القضايا العادلة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات