الفلاسفة في الوطنيّة الأولى

Photo

الفلاسفة في الوطنيّة الأولى أمام "دهشتهم الفلسفيّة" من هذه الاستضافة يعبّرون عن عدم رضاهم على الثّورة التّونسيّة بل التّشكيك في وقوعها ، وهذا وضع مفهوم فالفلسفة بجبلّتها الفلسفيّة مناقضة للشّعور المطمئنّ بالرّضى بل فعل التّفلسف نفسه قائم على الشكّ المنهجي في المسلّمات والإطلاقيّات والوثوقيّات والدّغمائيّات ...

لو كنت في البرنامج لسألتهم :

*هل حرّرت الثورة إرادتهم ونشاطهم في التّفلسف أم وضعتهم على هامش الأحداث ؟

*لماذا لم يلتحقوا فلسفيّا بحراك الثّورة ولم يؤمنوا بها في أغلبهم بل شكّكوا فيها سواء من منطلق الارتهان لنمط صوري للثّورة أو لرواسب أدلوجات ثاوية ؟

*هل لهم كفلاسفة أو متفلسفين أو مدرّسي فلسفة مصلحة في الثّورة والاستثمار في مراكمة حراك الثّورة والتعبير عنه وتحويله إلى منظومة معنى وفائض معنى ورموز وسرديّة أم يزهدون في ما وقع ولا يعتبرونه حدثا مكتنزا بالمقومات السوسيولوجيّة لتغيير الواقع بشكل نوعيّ لذلك لا يغري ذائقتهم ونزوعهم للتّفلسف ؟

*لماذا لم يجدوا لهم موقعا في حراك الثّورة مثل أهل القانون؟ هل لأنّ فعل التّفلسف سلوك بعدي ينحو لإعادة امتلاك نسق الأحداث وصبّه في صورة ذهنيّة ونسق فكريّ؟

*هل العيب هنا في الثّورة أم في الدّرس الفلسفي وهياكله ومنظوريه الذين يحتاجون هم بدورهم إلى ثورة صلب هذا الاختصاص التّدريسي والنّشاط المعرفي الذي لا نهضة للفكر والاقتصاد والأخلاق والسياسة بدونه؟

"التّونسي ما يحبّش الفكر" !!!

هذا ما صرّحت به المتفقّدة العامّة للفلسفة ضيفة الوطنيّة الأولى كأنّها تصدع بحقيقة فلسفيّة مطلقة دون أن يعترض عليها أحد من زملائها الفلاسفة ولا منشّطة البرنامج،

التّونسي لا يحبّ الفكر! كيف يمكن أن نقارب فلسفيّا هذا الحكم المعياري؟ هل وراء عدم محبّة الفكر المفترضة مانع طبيعيّ أم ثقافيّ؟

حكم فيه الكثير من القسوة والتّعميم والدّغمائيّة والوثوقيّة والإطلاقيّة التي تتناقض مع الفكر الفلسفي.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات