نحو اللّطخة الثانية

Photo

كنت ولا أزال على يقين تامّ بأنّ انتخابات 2019 ستكون الحلقة الأخيرة للمسلسل الرديء المسمّى "المرحلة الانتقاليّة". وجاءت الانتخابات الرئاسيّة لتزيدني يقينا على يقين. اختيار قيس سعيّد لم يكن على أساس برنامج انتخابي... فالبرامج الانتخابيّة أمر ثانوي في حركة التاريخ الكبرى...

اختيار قيس سعيّد كان مبعثه البحث لدى قطاعات واسعة، من الشباب خاصّة، عن القيم والمبادئ (أي نقيض السياسة المبتذلة التي سادت فخيّبت الآمال وقتلت الأمل) …

قيس سعيّد فتح، من حيث أراد أو لم يرد، باب مرحلة جديدة لمشهد سياسي جديد... بل لمشهد عام جديد…

أمّا الانتخابات التشريعيّة، فهي تندرج ضمن سياق مختلف تماما عن الانتخابات الرئاسيّة... فهي بالفعل الحلقة الأخيرة من مسلسل الرداءة الذي وسم التسع سنوات المنصرمة...

لن تكون هناك مفاجآت كبرى... فبرلمان 6 أكتوبر سيكون مولودا مشوّها أفرزه المشهد السابق... وقد لا يعمّر طويلا بعد انتخابه فهو يحمل بذور سقوطه وتلك حكمة من حكم التاريخ...

سننتخب... نعم سننتخب من نريد، ولكن لن يكون هذا الانتخاب إلاّ لتخفيف حدّة "اللطخة"... ولكنها لطخة رغم هذا... لطخة نهاية مرحلة …

ثمّ ماذا بعد؟

ما سيحدث بعد اللطخة القادمة سيجعل الفاعلين السياسيين من أحزاب وائتلافات ونخب أمام خيارين: إمّا أن تغيّر من أنفسها جذريا (أشكالا ومضامينا) وإمّا أن تدخل أحبّت أم كرهت في مرحلة الموت البطيء... إن لم تكن دخلته بعد!

ما سيحدث بعد اللطخة أيضا، هو الظهور الحتمي لقوى سياسيّة جديدة، تختلف جذريّا عن سابقاتها... تختلف عنها شكلا ومضمونا... تختلف عنها في طرق تنظّمها وفي طرق عملها... تختلف عنها بتحرّرها من عقد الماضي جميعها…

وقديما قال طرفة ابن العبد:

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له بتاتاً ولم تضرب له وقت موعد

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات