ورقات من ماض لم ينته بعد.. (10) اليسار التونسي وقراءة التّرجمات الرّديئة

Photo

"إنّ الحوار الّذي ساد السّنوات السّتّين حول أشكال الإنتاج الماقبل-رأسماليّة كان أشبه منه –بالّنسبة إلى بلدان شمال إفريقيا- إلى تمرين مدرسي مكرّر يتناول مسائل موضويةّ1 ، من تساؤلات يفرزها واقع تلك البلدان."

كلود ليوزو2 . (ترجمة المقتطف لسعيد الجندوبي).

"كان يحاول إخفاء الجانب الجزئي والسّطحي لمعارفه بإصراره على تكرار بعض الكتب: البشرة السّوداء والأقنعة البيضاء, الأيدولوجيا الألمانيّة, عروق أمريكا اللاتينية المفتوحة… كانت ثقافته كثقافة راهب قرية, يعوّض فيها ماركس الكتاب المقدّس"3 .

كريستوف روفان, الصمندل, 2005.
(ترجمة المقتطف لسعيد الجندوبي).


ثانيا: أعدّ بن علي خطّة سرّيّة محكمة لاستئصال الإسلاميّين, مستعينا في صياغة جوانبها النّظريّة والخطابيّة "بصفوة" النّخب اليساريّة والليبراليّة… هذه النّخب الخارجة توّا من أروقة "المركّب الجامعي" - قلعة النّضالات الطّلاّبيّة - ومن بعض مقاهي شارع باريس… هذه النّخب الّتي أعمتها قراءتها الدّينيّة المتطرّفة لمقتطفات من الفكر الماركسي اللّينيني المترجم إلى الفرنسيّة؛ فبرزت للوجود وكأنّها نسخة باهتة ومشوّهة لما كان يجري في الحيّ اللاّتيني بالدّائرة الخامسة لبلديّة باريس… هذه النّخب الّتي أعماها حقدها وحنقها تجاه التّيّار الإسلامي الكاسح فأنساها البروليتاريا وأنساها البرجوازية الكومبرادور وأنساها الإمبرياليّة, أعلى مراحل الرأسماليّة؛ فباتت ترى نفسها - وهي في أشدّ حالات الهذيان الهستيري - في صراع دامي ونهائي ضدّ بقايا الإقطاع! فالحركة الإسلاميّة في منظورها, حركة ذات مرجعيّة دينيّة تعود إلى "القرون الوسطى"… إلى مرحلة الإقطاع, لابدّ من محاربتها والقضاء عليها, حتّى وإن لزم الأمر في سبيل ذلك, التّحالف مع البرجوازية, الّتي لا يمكن الوصول إلى تحقيق الثّورة الاشتراكية إلاّ في ظلالها!


إنّه بحقّ لفولكلور يدعو إلى الضّحك لو لم يخلّف ضحايا وبضع برك من الدّماء…


"وطني علّمني, علّمني

أنّ حروف التّاريخ مزوّرة,

حين تكون بدون دماء"


شعار رفعه هؤلاء "اليساريّون الرّاديكاليّون", ومنذ سنة 1982, عندما اقترفوا ما يسمّى -بحقّ- بمجزرة كلّية الآداب بمنّوبة.


وظنّوا أنّهم فهموا معنى الوطن,

وظنّوا أنّهم فهموا معنى التّاريخ,

وظنّوا أنّهم فهموا معنى الّدم…

وظنّوا أنّهم فهموا مظفّر النّواب, وأنّه في صفّهم… لو قرأوا وتريّات هذا الشّاعر, اللّيليّة, وفقهوا معانيها لأيقنوا بأنّ هذا الرّجل لا يمتّ لهم بصلة, لا من قريب ولا من بعيد, ذلك أنّه شاعر ثوري أصيل, لأنّه شاعر لا أكثر…


1Des sujets à la mode

2Claude Liauzu, mon regretté directeur de recherches à l’Université Paris 7 – Jussieu.

3Christophe Ruffin, La Salamandre, 2005.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات