أنتَ كنتَ كحارس الهواء من الصدى
وأنا كنتُ كحاطب النجوم من الليل
مشيتَ لكي لا تمشي وحدك
بقيتُ أنا كي لا تنسى، أن الظّل ظلّك وحدك
غير أني قرأت في كل الورود الربيعية تاريخ لحظاتي تهجّيها العطور
وإذا كنت حين أقرأ ،لا أضع خطّاً أحمر تحت الكلمات التي تثير في الروح حساسية العطر من اللون، فالعطر ليس زجاجه الحروف
لا ..لأن أساتذة النحو . لم يدربونا على كتابة الألف اللينة
صدقة في وجه اللغة، فهم لا يجيدون إلا تعليمنا استعمال نون الوقاية
ليتنا لم نغسل العنزة الجرباء بالقطران، كي لا تلّوث الساقية
ليتنا نجمّلَ حلمنا ببرواز فاقعة، كي لا تأكله الأرانب
ليتنا لم نمش عند تلك الشجرة، كي لا تأكل السلعوة خضرتها..
أما لو تعرف أن ابنتي، تصوّرت جانب "جَدْي" صغير ظانة أنه أرنب،
لأن واضعي المناهج الحديثة..
علموهم أن كلّ مَن يقفز هو أرنب، والمثنى مبني ويجوز أن يكون معرباً،
وأني أشرب القهوة بعيداً بعيداً بفنجان مهموس... لا يكون وحده…
فهو لا يكتمل إلا بصداه....
فهل عرفت أن ما يكتب الآن هو وجع آه الرّوح ..
وأني حين أتحسّر ،أذكر أن أهزل ذئب يزعج بعوائه حتى الهواء
الذي أناخته زنوبيا خيولاً.... لكن…
لأن للغتك جرساً يعيد الهواء لزنوبيا، لتأسر الروم من جديد تأسرني دائماً، ما نسيت أن أنسى تنام النّواعير إذا العاصي برد فيه الحنين
ولم أنس أنك نسيت أن تقطف وروداً تليق بحلمنا. و كان حلمنا مثل سبحة الأجدب، ولن أنسى أن أدعو على من ضيّع سبحتي
و تركني أحسب الكلمات خرزاً. وكيف للحروف أن تمسك
كيف يا صاحبي.. كيف..أعرف أن الصمت من ذهب
لكن لا أعرف أن أكون بالذهب غنياً
سلام عليك، و سلام على حلمنا الأحدب