طوبى لمَن له كلُّ هذه الكبرياء

يرسم بالحرف زرقة لا تسموها إلا عناقيد السّماء

طوبى لمَن ألقى على قميص الشّقاء عطره

فتداعت خيوطه خزامى ونراجس ظلّها ماء

طوبى لمَن يحرس أحلامه أحجاراً كريمة بفضّة الغناء

ليعدّ لنا رصيفاً للبهاء

طوبى لمَن يُطّير من حرفٍ نورساً،ويرسم ظلّه بحراً ويسألني عن الميناء

طوبى لمَن له كلّ هذا البهاء

وهو يحصي الثّواني، سنونوة تنفض عن جناحيها أماني الغرباء

طوبى لمَن يأنف ولو بأضعف الإيمان كلّ هذا البغاء

بغاء حوار ثقافة الادّعاء ادّعاء التغرّب و التقرّب والتطرّف بعبادة أصنام الذّات بتعدّد الأسماء

بغاء أن يلدَ من خاصرة الحال الفتحة الظّاهرة سيفاً، ويرقص لبطولته على جثث الضّاد التي استبدلها بالياء

بغاء ألّا يستلهم من الثّقافة الألمانية غير تمثيل مسرحية فاوست ،

ويخرج غوته مخرجاً رجيماً ،حين يكون التمثيل أقوى للبقاء

بغاء أن يغرف الشّاعر من ستة عشر بحراً للنّفاق

وينحتَ من حجرٍ صمٍّ واحدٍ قافية الكرسيّ ملساء .

بغاء ألّا يستوحي وحيد قرن الحضارات من تاريخ بريطانيا الذي نام في جزمة الزّمان، إلا جزمة مكبث التي خلعها في النّعاس، فظنها الفضاء

بغاء أن يكسي ناقدٌ حروفه كلّ أقنعة البغاء ليكشف لنا قناع ثقافة اللاهوت في نصّ الهباء

بغاء أن يكون الوجدان خباءً طرَقَ به امرؤ القيس

حبلى إيديولوجية قصيدة النّثر في تمجيد أدونيس الخراب

بغاء ألّا يبتدع مَن تعلّم في حانات القوقاز مسح أحذيّة راقصات الليل

مبادئ التربية الحديثة، بالرّقص على التّعريف بالنّداء

بغاء ألا يقدِّمَ لنا أحد الذين عمِلَ مُطهِّراً لحاشية غوركي جليد سيبيريا

في كأس عيد ميلاده التّاسع و التّسعين وليّاً بجبّةٍ بيضاء

بغاء ألّا يقرأ التّاريخَ كلّه ويرسمنا راية سوداء

بغاء أن نتوهّم فوزنا بسباق حرب النّجوم على ظهر الهجن

وأن تتطاير تحت حوافرها الرّمال عروشاً للدهماء

بغاء أن تعيد المشهد أمامي مرّة أخرى

مما دعاني أن أشعر أكثر بكفري لذلك الانتماء

مشهد الذي يوهمنا أنه يتكلّل بهالة من النّقاء، ويدفن تحت وهجها أبرياء، ثم يقرأ لهم واصبر وصابر موعدنا الفناء

مشهد الذي يتعامى عمّا ألحقه من أذى بنا ويتسلّى بالدعاء

تبت يداك ،وتبّ قلبك كم فيك من عماء

طوبى لمَن يمتلك حرفاً، يحرس له هذا البهاء

طوبى لمَن يميز ذاته في هذا الهباء، وعلى حرف يتوكأ جرحه كبرياء

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات