في تحويل المسيح إلى إلاه، رئيسا مدى الحياة بدستور 1959، أو حماقة تشبهها…

الرئاسة تعلن: "تجسيدا للتعليمات المتواصلة لرئيس الجمهورية قيس سعيّد بتكثيف التحرك الدبلوماسي من أجل التسريع في عملية جلب اللقاحات ضد فيروس كوفيد-19، ستحلّ ببلادنا، بعد ظهر اليوم الإثنين 21 جوان 2021، شحنة جديدة من اللقاحات ضدّ هذا الفيروس تُقدّر بـ 500 ألف جرعة قادمة من جمهورية الصين الشعبية الصديقة"، كلام خشبي غير قابل لإعطاء المعنى حتى من الذين يخلصون نقدا من الرئاسة،

عبارات من نوع "تجسيدا للتعليمات المتواصلة" تذكر بـ"العناية الموصولة للسيد الرئيس، التسريع في الإجراءات" التي تصبح ظالمة لولا السيد الرئيس الذي يخترقها ولا يقدم مشروعا لتغييرها، لغة تنتمي في معجم الصحافة إلى زمن الرئيس الأوحد الكوري الذي تشرق الشمس بتوجيهات منه وتنزل المطر احتفالا به،

لكن دعنا من النقد، قانونيا: ما علاقة رئاسة الجمهورية بشراء اللقاحات: هل دفعت ثمنها مسبقا من ميزانيتها من باب الفضل علينا أم لكي تسترجعه من وزارة الصحة وبأية إجراءات؟ وماذا لو اشترت الرئاسة لقاحات فاسدة لعدم الاختصاص ورفضت وزارة الصحة؟ وهل ثمة علاقة تعاقدية بين الرئاسة والحكومة لجلب اللقاحات ؟

وطالما فيها عناية موصولة وتجسيد للتعليمات لم لا تشمل القمح أو الزيت المدعم مثلا؟ ربما دفعت وزارة الصحة ثمن هذه اللقاحات وعجزت عن جلبها في مواعيد التسليم القانونية إلا لما تدخلت رئاسة الجمهورية وأرادوا احتكار الحكاية لأنفسهم في إطار العناية الموصولة وتجسيد التعليمات "الموصولة" للسيد الرئيس؟

أنا فقط أحب أن أعطي معنى للبلاغ الرئاسي وأضعه في إطاره الدستوري لكن عبارة موصول وفعل وصل، يحتاج دائما إلى بقية قصة، من وصل ماذا بماذا صاحبي ولماذا يتعطل الوصل القانوني الإداري،

بالمناسبة: عبارة "تجسيدا" أو التجسد اصطلاحا، عقيدة مسيحية لحلول الله في جسد المسيح لكي يعطي تعليماته الإلاهية للبشر، وليس لدي شك في أن كاتبها لم يقرأ شيئا من هذا الباب من أدبيات الأنبا رافائييل أو رهبان دير الأمير تاوضروس المحارب في في هذه المسألة المعقدة (يا للشماتة)، لكنه يفكر بطريقة الأنبا يهوذا الأسخريوطي، الذي خدع المؤمنين بتحويل المسيح إلى إلاه، رئيسا مدى الحياة بدستور 1959، أو حماقة تشبهها،

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات