"توه يجي، ما عادش يبطى"

Photo

يا ربي راهو كثير علينا هذا الهذيان: "في سابقة على الصعيد القاري والإقليمي: تونس تدخل مجال علوم الذكاء الاصطناعي في النقل"، في زمن تسأل فيه موظف الميترو عن رحلة، فيقول واثقا: "توه يجي، ما عادش يبطى" في زمن تحديد المكان بالـ جي بي أس، ولا أدري وجه السبق القاري إذا كانت أكثر من 13 عاصمة إفريقية توفر لسكانها مواقيت القطارات والحافلات بالهاتف منذ أعوام،

نحن أيضا بدأنا مبكرا وأنا أذكر تجهيزات التوقيت الفاخرة التي علقتها شركة النقل لسواقها فوق رؤوسهم عام 1989 لضبط مواقيت الخروج والمحطات الكبرى والارتباط المستمر بمركزية التسيير لكن كل ذلك ضاع لأن سواق الحافلات وحتى المترو يحبون التوقف خارج المحطات لنقل زملائهم وأعوان الدولة، لكن ليس هذا هو المؤلم، بل إن وزارة التعليم العالي والبحث الخرافي تستعد (مازلنا بعيدين، لا أحد يعلم متى) بالشراكة مع وزارة النقل وشركة نقل صفاقس لعقد ندوة وطنية كبرى (جدا) سعيا لجمع الأطراف الفاعلة للتحاور وتبادل وجهات النظر وصياغة توصيات تهم أساسا واقع قطاع النقل وآفاق تطوير هذا التوجه وتحديد معالم النهوض بهذا الميدان الحيوي في البلاد،

ويبين جل الأكاديميين والمهنيين وطيف واسع من المسؤولين في هيئات دولية عديدة أن تمشي الحكومة التونسية، في هذا الصدد، يشكل سابقة قاريا وإقليميا"، مجرد نشر هذا الهذيان هو عدوان واضح على فكرة الذكاء في حد ذاته، إذ لا يحتاج تطوير الذكاء الصناعي في النقل سوى إلى التوقف عن الهذيان والندوات والدراسات وإعلان مسابقات بسيطة في مدارس الهندسة ومعاهد iset لتطوير تطبيقات ذكية للنقل، حيث تقدر أية مجموعة طلبة على تطوير تطبيقات النقل في بضعة أشهر،

لأن المشكل الوحيد هو في تطبيقها على الميدان، في بلد يرفض موظفوه اعتماد تجهيزات البصمة للحضور بحجة أنها قد تسبب انتقال فيروس السيدا، هل تتذكرون ذلك الشاب التونسي المتميز الذي تهرى ذهابا وإيابا على مراكز البحث لأنه جلب معه معدات نبوغه العلمي من الخارج؟ تلك هي حقيقة البحث العلمي في تونس،

الخبر: الصيدليات دون دواء من 13 فيفري

التعليق: محسوب؟ نحن أصلا، عدنا منذ أعوام إلى الدواء التقليدي لأننا لم نعد نقدر على كلفة الأطباء ولا على أدوية الصيدليات، وحدثني ممرض من العائلة عن انتشار علاجات الشلاطة في الجبين لنزلات البرد والمغايث لتنحية الدم من الكتف والظهر لعلاج ضغط الدم والكي لعلاج البرد،

دون اعتبار العودة الكبيرة للمشعوذين والمدبية في العلاج، بلغ لتر زيت القضوم الذي لا يأكله سوى الأطفال من باب العبث والحلوف سبعين دينارا، وقال لي أحد من يبيعه في الكاف: "المغرفة منه خير من أنتيبيوتيك وفيتامنات بمائة دينار"،

وأحدهم طلب من مريض بالصرع 250 دينارا لإخراج الجن من جسد ابنته، قال له: "تي أنت باش تخرج كراي من دار يلزمك محكمة ومحامي ومليون مصروف خلي يا جن"، ومشكلة الرجل أن الكنام لا تعترف بمثل هذه العلاجات، رغم أنها اعترفت بالعلاج عند طبيب نفساني تكلف 750 دينارا لم يحقق أية نتيجة،

وإذا استمر هذا الغلاء في الأدوية، فسوف ننافس أصدقاءنا الصينيين في استهلاك أم البوية والزرزومية والخفافيش وأنواع الخنافس، عافاكم الله، بالمناسبة، فتكم بالحديث: سبب فقدان الأدوية في الصيدليات هو رفض شركات توزيع الأدوية دفع ضرائب على القيمة المضافة كما ينص عليه القانون، هل رأيتم كم أن المدبية ناس طيبين؟

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات