العادة وضعف الإرادة

العادة قاتلة الإبداع والعبادة ترك للعادة ، وإذا تمكّنت العادة من شخص فيصعب أن يفارق ما إعتاد عليه وألِفه وذلك لترسّخ عقليّة العادة ونفسيّة معتادة ونظرة ورؤية متلازمة للفرد لا تفارقه ذات إتجاه واحد .

تتكرر العادة عند المعتاد بعادته وتشتغل آلياتها لتنعكس في سلوكه وتسقط في حركاته وأفعاله وحتى في سكناته وهدوءه.

فلقد إستفحل الدّاء وتعسّر الشّفاء فلن تتعطّل آليّة إشتغال العادّة إلا بجهد جهيد وسلوك رشيد مناقض.

__ إنّ العقليّة السويّة السّليمة المعتدلة تتطلّب شخصيّة متّزنة متوازنة مثقّفة لها خبرة في الحياة متبصّرة شخص لا غمر ولا غرّ متعاليّ عن السفاسف وسقط المتاع والأحداث مستقّل بذلك عن غبش الحسّ والكثائف ومتمكّن من نظرة شموليّة ورؤية إيجابيّة.

__ إنّ النّظرة الإيجابيّة تستوجب إحساس صادق ووجدان خال من الضغائن والأحقاد صاف غير ملوّث بالقيّم السّقيمة وسيء السلوك والأخلاق وكذلك التمتّع بعقليّة سويّة سليمة.

فتضايف والجمع بين النّظرة الإيجابيّة والعقليّة السويّة السّليمة يتولّد عنهما حتما سلوك حسن وإعتدال للنّفس وتحقيق إتّصال وتواصل إنساني راقي.

ولكن من تمكّنت منه النّظرة الأحاديّة السلبيّة سوى الماديّة الصرفة أو الشكلانيّة المظهريّة الجسديّة، أو الجنسيّة والتشاؤميّة ،أو المثاليّة المفرطة ،أو المصلحيّة، أو غيرها....

دون إعتبار لمعطيات وخصوصيات أخرى إنسانيّة ذات بُعْد ومعنى كاليُتم والخصاصة والفقر والحرمان والكبت والقهر والإستغلال وإحترام للطبيعة البشريّة فلقد سمح لنفسه بهيمنة وسيطرة عقليّة إفتراسيّة لا تحترم الذّات البشريّة كذات لكيانها وحقوقها الحياتيّة وأعمت فكره وعمّقت توجيهه في زواية واحدة .

فتطلق الشخصيّة المريضة تبعاً لذلك أحكامها القيميّة على كل من يعترضها ويواجهها لتتعامل معه دون رحمة وشفقة.

إنّه مرض عُضال عويص لا براء منه ولا شفاء إلاّ بالتّوبة الخالصة التّامة "فالتّوبة قلب دولة ".
فبالزّهد والعزلة وتغيير العقليّة والنظرة والتمثلات للأشخاص والأشياء والأحداث لأجل بناء عقليّة تحترم الذّات البشريّة وتثبيت نظرة فيها الحنان، والرّحمة، والتّعاون، والتآلف.

وشتانا بين عقلية وتصرّف الأنبياء والمرسلين والصالحين والحكماء وعقلية وتصرٌف غيرهم من مرضى النفوس والعقول والقلوب من ظالمين وفاسدين ونرجسيين وعصبيين وأنانيين وحكّام ظالمين مغرورين وغيرهم من سقط متاع الإنسانيّة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات