عود على بدأ والفرصة الآن سانحة للتغيير. بئر معطّلة وقصر مشيد…

Photo

إنّ الملاحظ والمتأمّل والمتابع لواقعنا العربي وحال ثوراته والمسمّى "الربيع العربي "يستنتج دون مقدّمات وفرضيات سوء وبؤس الحال وتعقّد المسائل وتمّكن سيء المسار . فقد ترافق الثّورات مصاعب وعقبات ومطبّات ولكن مآلها الحل ضمن نسق تصاعدي لخط ثوري تطبيقي عملي يتجاوز الواقع القديم إلى مستقبل جديد بآليات جديدة وروح متجدّدة .

وقد تتعثّر الثّورات وترتّد عندما تواجه صعوبات جمّة من ظروف خارجيّة صمّاء نابذة للثورة وظروف داخليّة جاذبة للثورة المضادة ضمن سياق السير الى الوراء . Rebrousser chemin وكذلك غياب القيادة الثورية الرشيدة. ان الثورة الاصيلة ثورة التغيير ثورة مفاهيم ثورة ضد تمكّن العادة والسّير السيئ ثورة للأمل والإبداع ثورة تغيير الأذهان والإفهام والسلوك نحو الأفضل والارتقاء بالأداء الإنساني في حيزه الجغرافي والتاريخي إلى سمّوه وعليائه ,ثورة أرواح معاني لا أرواح أواني حيث لا تأرجح ولا كلام وقلقلة لسان ولا فوضى وضبابية .

إنّ الرّوح الثوريّة والوهج الثّوري هي البوصلة والمحك لضرورة وجدوى الإنجاز والتحقيق التّي تستمدّ من شعلة الثوريين وتصميمهم ومن قبس المعاني والمثل العليا الإنسانيّة التّي بها يتجاوز الواقع السيئ من ظلم ,استعباد ,جهل ,فقر , مرض , سلوك ردئ من بطالة, عطالة وهم وسوء فهم وغرور ,انتهازية ولؤم ..... ما راعنا وما أساءنا في الثورات العربيّة والمسمّى "الربيع العربي " ضبابية الموقف والاهتزاز والارتجاج والارتطام على صخور المجهول وجبال الخلاف والاختلاف وضبابية الحال حيث الركون والركود أو القفز والتجديف .

السّياسة ومستقبل الشّعب والوطن ومواجهة التحدّيات الجسام لا تحلّ بالنوايا الطيّبة فقط فكما يقال " إنّ الطريق إلى جهنّم معبّدة بالنوايا الطيّبة" ولا بالانتهازية والتدثّر بالرداء الحزبي, بل بالعلم والعمل والتنظيم وفقه الموازنات وأحوال المنازلات ورشاد السلوك مع حسن التسيير ووضوح إستراتيجية الفعل والتأثير في مجريات الأحداث بكل موضوعيّة حتّى لا تتأكّد مقولة "فاقد الشيء لا يعطيه" فنفشل وتذهب ثورتنا سدى.

يجب أن تتعاطى القوى الثّورية والطلائعيّة للشّعب مع الواقع والظروف الصعبة بكل تصميم وعقلانية حيث الصّيغ المعالجة للواقع وقاعدة العمل الجدّي الفعّال ضمن نسق منطقي علمي تصاعدي باعتبار أهداف الثّورة ومستحقاتها .

فإذا غابت صيغ الإبحار وقاعدة التجديف لبحر الدنيا وأمواج بلاياها المتلاطمة فيا خيبة المسعى وطول ليل العرب بعدم مغادرة دهليز التأخر والتخلّف ونفق الجهل والفقر . إنّ التأثير الإيجابي هو التغيير في مرتكزات الدّولة ودعائمها وأسسها ,فكما تختلف الحكومات باختلاف طبائع رجالاتها وساستها فالبطانة الصالحة الطيّبة لا يصدر منها إلا الخير والصلاح والتوجيه الحسن وكذا البطانة السيئة اللئيمة لا يأتي منها إلا الفساد والشّر ونكاية وشؤم للوطن.

تحيّة إلى كل نفس خيّرة تعمل وتكدح وإلى كل من يمسك بقلم الحقيقة وصدق البيان لخير الإنسان وسعادته ومساهمة منه لنحت غد ومستقبل أفضل من أجل وطن القيّم المبادئ العلم والعمل . تحيّة احترام وتقدير إلى كل أحرار الوطن إلى كل من يجعل مصلحة الوطن فوق الاعتبارات الحزبية والتخمينات الإيديولوجية.

سيكتب التّاريخ آجلا أوعاجلا بأحرف بيضاء لمن اخلص وصدق في مقصده ونيّته وسلوكه وعمله من أجل حماية ونماء وازدهار الوطن ,وسيكتب بأحرف سوداء سواد النفوس اللئيمة وفعلها التي أجرمت في حقّ الوطن بخيانته وبيعه وارتهانه للأجنبي والسعي لدماره وسقوطه.

إنّ التهافت والهرولة لحكم البلاد والاحتكام للحزب والالتزام بالإيديولوجية على حساب الظرف الصعب ومصلحة الوطن ومستقبل الشّعب كلها هزيمة للوطن وفشل لمسار التغيير وتحرير الإنسان والوطن وارتداد للسّير وكبوة ثورة ونكبة شعب ونكسة جيل وخيبة أمل. حتى لا نيأس وتكلّ عزائمنا ويفلّ صبرنا فعسى الله يخرج من أصلابنا جيل النّصر والهمٌة والعزيمة جيل شجاع مقارع لا بائس ولا يائس ولا خانع ,جيل يرفع التحدّي يقتحم العقبة ينتصر للقيٌم وبالقيّم والمبادئ يتجاوز بالعلم والعمل وفقه الموازنات حتما يكون جيل العلم والعمل والنصر والإنجاز.

فعسانا نكون جسرا لأولئك بالكلمة الطيّبة والفعل الحسن والثبات على المبادئ. فلنزرع بذورا صالحة سليمة وفسائل سليمة صالحة لتؤتي أكلها بعد حين بإذن ربها. ألا إن العرق دسّاس والإنجاز والتحقيق أسبابه جزئيات ورقائق ودقائق وحيثيات قد نغفل عنها أو نتغافل عنها بشواغلنا ودوا خلنا وشوا غبنا فلقد كلّت لذلك سواعدنا والمصيبة أن نهلك في ساعة اللقاء ولحظة التحدّي والاستجابة وزمن الإنجاز.

إنه : حال القبض والإسهال حال الإفراط والتفريط حال الضرر والضرار واقعون أصلا في مطبّ الفشل ومستنقع الجهل والجهل يهدم بيت العزَ والشرف. فلماذا نبكي إذا على أمجادنا وتاريخنا ويتملكنا الغرور . نحن أمة تطالع بالوهم وتتباطأ حين الفعل وتتسامى حين التواضع وتتواضع حين السمو.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات