عين الحسود فيها مخرز…
عندما يعلن الشيخان عن "التذمر" من عمليات سبر الآراء، فيعني ذلك أن هذا وذاك ربط وجوده السياسي وشرعية فعله الحزبي ومدار تحركه تحت سقف هذه "الاستفتئات"، ومن ثمة هما يعربان عن خشية من فقدان (جزء من) شرعية تؤمنها عمليات السبر هذه....
السياسة أو بالأحرى التعبير في المجال السياسي، لا يعبر عن "حالة سيكولوجية" او موقف بالمعنى الانفعالي. التصريح في السياسة موقف من الاحداث ينبني على القناعات ويقوم على تقدير الموقف، ومن ثمة يسعى لتأمين المصالح ودرء المخاطر....
عن دراية او عن عدم وعي (غريب من الاثنين)، هما صنعا من الزرقوني "سلطة" ومكناه من ان يصبح "مرجعا" بل اشبه برهبان الكنيسة حين كانوا ولا يزالون يوزعون مقاسم في الجنة بحسب السخاء والعطاء... الزرقوني يوزع مساحات الشرعية داخل المجال السياسي…
لا تعني المسالة ان نقدس الزرقوني ونعتبره مرجعا لا يأتيه الباطل من خلف ام قدام، او تدنيسه لنختصر فيه الشر كله، بل في ان صارت عمليات سبر الآراء مرجع نفي في حين ان في غرب هي مرجع تاكيد، بل تأصيل تدعمه الوقائع…
لا يعلم كل من السبسي الغنوشي ان الزرقوني صورة عنها: عندما تكون الطبقة السياسية بهذا المستوى من الارتجال والسطحية تتحول عمليات سبر الآراء إلى عملية "رتق عذرية" هذه وكذلك الطعن في "فحولة" ذاك....
مثلما كنتم يؤلى عليكم، ومثلما كنتم تكون عمليات سبر الآراء عندكم، حين نشهد الشيخين قد سقطا في مستنقع البكائيات بل لا ينقص سوى الولولة وإعلان عمليات السبر التي لا ترفعهما "رجس من عمل الشيطان"، او ان من يمارسها اشبه بمن افطر رمضان "عمدا"، او ربما (والعياذ بالله) اعلن الكفر البوّاح....
كلما تقدم الزمن كلما تأكد ان (ما يسمى) النخبة السياسية الحاكمة بصدد الهجرة من مدارات "العقل" (التكمبين) إلى ممارسة "الشعوذة" السياسية، لينعقد في القريب العاجل اجتماع بين الشيخين يصدر على إثره بيان يؤكد على ضرورة توريد كميات اضافية من "السينوج" درءا للعين بعد ان فتك الزرقوني بهما....