ضباع في عالم متوحش

الرئيس الفرنسي ماكرون قال إن فرنسا ستدافع عن الكيان إذا تعرض لهجوم إيراني (يقصد الرد على العدوان الصهيوني).

رئيس وزراء بريطانيا ستارمر قال إن بريطانيا حولت موارد عسكرية إلى منطقة الشرق الأوسط للمساعدة في حالة الطوارئ ( الآن تشارك بريطانيا فعليا في الحرب).

المستشار الألماني ميرتس اختصر الطريق وادخل العدوان تحت بند الحق في الدفاع عن النفس.

هؤلاء الضباع الثلاثة يمثلون ثلاثة أطراف موقعة على الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه سنة 2015، وقد عارضت هذه الدول (فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا ) قرار ترامب بانسحاب أمريكا بشكل منفرد من الاتفاق سنة 2018، وسعت إلى إقناع إيران بعدم الانسحاب من الاتفاق وقدمت لها ضمانات بأنها ستواصل العمل بالاتفاق خاصة ما تعلق بالاستثمارات وما نتج عن رفع العقوبات الذي نص عليه الاتفاق.

بعد أشهر قليلة هربت كل الشركات الغربية من إيران خشية العقوبات الأمريكية، وسقط الاتفاق ولم تف تلك الدول بالتزاماتها وظهرت أنها مجرد شركات كبيرة لا تعصي لأمريكا أمرا.

القانون الدولي وقواعد النظام الدولي، وحقوق الإنسان التي يجادل بها الضباع الثلاثة هي مجرد أدوات لإخضاع الضعفاء، ومن المفيد تذكير هؤلاء الذين يذكروننا يوميا بأن الديمقراطية هي شرط السيادة والقوة أن هذه الدول الراسخة في الديمقراطية لم تستطع الوفاء بالتزاماتها، ولم تفلح الإرادة الشعبية التي تتكئ عليها حكوماتها في حفظ استقلالية قرارها، وهي اليوم تدوس على القانون الدولي وتقف إلى جانب المعتدي وتبرر له أفعاله رغم أنها تعلم جيدا أن الوضع الجديد بخصوص الملف النووي الإيراني هو نتيجة لتمزيق الاتفاق النووي الذي فشلت الضباع في حمايته من الوحش الذي افترسه.

مثل طوفان الأقصى تفضح إيران توحش الغرب وخضوع الضباع التي تحكمه للوحش الأمريكي بذراعه الصهيونية القاتلة.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات