بعض الماء للطاحونة

بعد احتلال كمال داود للفيسبوك الجزائري والإجماع على إدانته أردت أن أذكر بأمرين من باب إضافة بعض الماء للطاحونة التي تعمل بأقصى طاقتها:

داود استقبل في الرئاسة وأجرى مقابلة مع السيد تبون نقلها التلفزيون بالتزامن مع نشرها في أسبوعية لوبوان التي لم تكن توصف حينها بأنها مجلة اليمين المتطرف، ومن خلال تلك المقابلة أرسلت رسائل إلى فرنسا، وبرر سجن صحافي وصف بأنه مشعل حرائق قبل أن تجري محاكمته.

في تلك الفترة كان داود يؤدي المهمة التي ترضي السلطة وهي شيطنة السلمية وتسفيهها، وقد استعار كثير من محتكري "الوطنية" عباراته التي يسفه فيها المتظاهرين، فأولوية السلطة كانت دائما استغلال كل الوجوه والأصوات لتكريس نفسها كبديل أوحد ولن تتردد في شيطنة تلك الوجوه عندما يصبح ذلك في مصلحتها.

الأمر الثاني الذي تذكرته أن داود الفرنسي رافق ماكرون، حين كان صديقا للجزائر، في زيارته الرسمية إلى بلادنا، وقد وصف الرئيس الفرنسي مرافقه الذي تناول معه العشاء في وهران بأنه جسر بين الجزائر وفرنسا، وقد أخبر السفير الفرنسي الأسبق دريانكور لاحقا كيف كان ضيوف السفارة الفرنسية، ومنهم داود وصنصال، يترجون ماكرون حتى لا يتخلى عنهم لأنهم البقية الفرنسية الباقية في الجزائر.

لعل من محاسن هذه الأزمة التي تعصف بالعلاقة الجزائرية الفرنسية أنها كشفت حقيقة كثير من الوجوه هنا وهناك، كما أنها، وعلى عكس ما كانت تأمل فرنسا، وحدت الجزائريين في توجسهم منها ومما تريده لبلادهم، لكن من المهم أيضا أن نعرف أن معايير التزكية التي تستعملها السلطة غير سليمة، واحتكارها للوطنية لا يخدم الوطن في شيء بل يفتح الباب لطلاب السلطة والمزايا باسم الوطن.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات